السودان اليوم:
حذرت الأمم المتحدة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، من التدخل العسكري في ليبيا وقالت إن تفويض البرلمان المصري للسيسي، بإرسال قوات خارج الحدود بالاتجاه الغربي، يعد مصدر قلق كبير.
ويأتي ذلك بعدما شهدت العاصمة التركية أنقرة، الاثنين، اجتماعا ثلاثيا جمع وزير دفاع تركيا خلوصي أكار، ونظيره القطري خالد العطية، ووزير الداخلية الليبي بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.
ويشار إلى أنه خلال جلسة سرية، فوض البرلمان السيسي بـالحفاظ على الأمن القومي، وبإرسال قوات خارج الحدود “للدفاع عن الأمن القومي في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، ضد أعمال المليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية”، وفق الوكالة الرسمية للأنباء (أ ش أ).
وردًا على أسئلة صحفيين بشأن هذا التفويض، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية: نتابع ذلك من كثب.. هذه التطورات مصدر قلق كبير.
وأضاف: أعتقد أن هناك حشدا مقلقا للقوات حول سرت، وهو في حد ذاته يعرض حياة المدنيين للخطر، أعني أكثر من 125 ألف مدني.
لا تصب الزيت على النار
وتابع دوجاريك: لذلك تواصل ستيفان وليامز (مبعوثة الأمين العام بالإنابة إلى ليبيا) عملها الدبلوماسي، والتقت أمس بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومسؤولين آخرين في الجزائر العاصمة لمناقشة الوضع.
وشدد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا. ويجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في إطار بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا.
وزاد بقوله: وسواء كانت السلطات المصرية أو أي دولة أخرى لها تأثير على الأطراف في ليبيا، أعتقد أنهم جميعا يعرفون موقفنا.. وستيفان ويليامز على اتصال دائم مع جميع الأطراف ذات الصلة للتأكد من أنهم يفهمون وجهة نظرنا، وهي أنه لا يوجد حل عسكري.
وحول إن كانت الأمم المتحدة على اتصال بالقاهرة، قال دوجاريك: تم إجراء اتصالات مع السلطات المصرية. ومستمرون في حث الدول على مساعدة الليبيين على الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، بدلا من إضافة الكيروسين إلى النار.
خفايا الموقف الأمريكي
وفي سياق آخر نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر بالخارجية الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية، تعتبر الصراع الليبي مشكلة أوروبية في المقام الأول.
وذكر المصدر للصحيفة الأمريكية، أن البيت الأبيض يضع في نفس الوقت مشاركته في الأزمة الليبية في خانة “الحياد النشط”.
المصدر الدبلوماسي نقلت عنه الصحيفة قوله في معرض تعليقه على الوضع في ليبيا: “أولا وقبل كل شيء هذه مشكلة أوروبية”، مضيفا في نفس الوقت أن بلاده تواصل جهودا نشطة، معظمها من خلف الكواليس، لدعم التسوية السياسية في إطار سياسة يصفونها بـ “الحياد النشط”.
ورأى المصدر كذلك أن الوضع في هذا البلد الإفريقي “صعب للغاية”.
من جانب آخر، قال دبلوماسي غربي للصحيفة إن “الولايات المتحدة من حيث الجوهر، خارج اللعبة، والليبيين ليسوا في وضع يسمح لهم باتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وهم يعتمدون بشكل كامل على كيانات أجنبية”.
ورأت “واشنطن بوست” أنه من غير المرجح أن تكثف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنشطتها في ليبيا، بالنظر إلى سعي ترامب إلى الحد من المشاركة الأمريكية في الصراعات الخارجية.
وتعتقد الصحيفة في الوقت ذاته، أن هذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة تتيح “لروسيا منبرا لتوسيع نفوذها في البحر المتوسط”.
وقالت وزارة الدفاع القطرية في بيان تعليقا على اللقاء الثلاثي أمس في أنقرة، إنه جرى خلال الاجتماع “مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى آخر المستجدات على الساحة الليبية”.
وأضاف البيان أن العطية أجرى لقاء منفصلا مع وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا تناولا فيه “آخر المستجدات على الساحة الليبية”.
كما أجرى العطية لقاء آخر، مع وزير الدفاع التركي ناقشا فيه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، والتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.
The post الأمم المتحدة تحذر السيسي من دخول ليبيا وهذا ما وصله برسالة هامة appeared first on السودان اليوم.