غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: الكهربة جات

(1 )
واصلت (سودانية 24) طرقها على المواضيع الحيوية إذ سبق لها ومن وقت مبكر أن قدمت حلقة عن تأخر الاستعداد للموسم الزراعي الصيفي ونبهت الناس والمسؤولين لخطورة هذا الأمر، وهاهي يوم السبت 11 يوليو تقيم ندوة هامة عن سد النهضة الاثيوبي وأسمتها (دلعا) قضية المياه في السودان قدم فيها لفيف من الخبراء والمختصين إفادات قيمة وقد ابتدرها الدكتور ابراهيم الأمين بورقة تحدث فيها حديث العارفين بموضوع المياه وعاب على الرأي العام السوداني ضعف اهتمامه بقضية المياه الأمر الذي يشكل ثغرة خطيرة في جدول القضايا السودانية الملحة.
فالمياه مكون أساسي من مكونات الأمن القومي السوداني وقد يؤتى منها إذا ظللنا متجاهلين لأمرها.

(2 )
لفت نظر الذين تابعوا الندوة حديث الباشمهندس خيري عبد الرحمن وزير الطاقة المكلف بأن السودان وقع اتفاقية مع أثيوبيا على شراء 3000 ميغاوات من الكهرباء بسعر تفضيلي وهناك 1000 ميغاوات أخرى سيتم الاتفاق عليها أو شيء من هذا القبيل، فالمهم انه بشر الشعب السوداني بان 4000 ميغاوات من الكهرباء سوف تأتيتنا من الجارة اثيوبيا رغم انه لم يتم تصحيح لهذا الرقم المهول من الباشمهندس ولا من أحد الحضور طوال الندوة إلا انه يمكننا القول ان سهوا قد حدث (وجل من لا يسهو) فالرقم المقصود ثلاثمائة ميغاوات على أكثر تقدير ولو أصر الباشمهندس على أربعمائة ميغاوات برضو يكون جابها واسعة ففي تصريح لوزير الطاقة السابق الباشمهندس عادل علي ابراهيم في 6يونيوالماضي قال ان الكهرباء التي تأتيتنا من اثيوبيا مقدارها مائة ميغاوات وأنهم يسعون لشراء مائة أخرى لتصبح الكمية مائتين.
أما دراسة البروفسير سيف الدين حسن مختار والباشمهندس مصطفى عبد الجليل تحت عنوان إجابة على تساؤلات سد النهضة فقد جاء ان السد سيمكن السودان من شراء ثلاثمائة ميغاوات .

(3 )
طالما أعتقدنا ان ما قاله الباشمهندس خيري لا يعدو ان يكون سهوا لفظيا يبقى السؤال لماذا التوقف عنده وإقامة هذه الحاشية عليه ؟ الطريقة والنبرة التي ذكر بها الباشمهندس الرقم تشي بان المقصود هو الترويج لسد النهضة والقول بانه سيفيد السودان فائدة تسير بها الركبان ويدعم قولنا هذا ما ذكره خيري في ذات كلمته بتاعت 3000 ميغاوات بانه قد تم إلغاء سدود الشريك ودال وكجبار وبقرار ثوري (كدا بس ) هذا هو موضوعنا ليوم غد إن شاء الله فخلونا اليوم مع الميغاواتات (الجماعة مشكورين ثقفونا كهربائيا دون رغبة منا ) فالذين ينتظرون ان يمد سد النهضة السودان بأي قدر من الكهرباء سيطول انتظارهم، فالمائة ميغاوات والمتذبذبة التي تأتينا من اثيوبيا الآن لا تعدو ان تكون مقايضة بالبنزين الذي تحمله قندرات الفيات من مصفاة الجيلي وتعرقل به السير لبطء حركتها وبمجرد توقف البنزين لاي سبب من الأسباب يتوقف الربط الكهربائي . أما السيد سد النهضة فان الكهرباء المرجوة منه عندما يكتمل ملؤه ويشتغل بكل طاقاته 6000 ميغاوات والآن في تراجع رسمي عن هذا الرقم وأخيرا الجارة العزيزة اثيوبيا بحجم سكانها ونهضتها الصناعية فتحتاج الى ستين الف ميغاوات، فيا ناس الطاقة أكان عاوزين تكهربونا وتجلطونا كمان انتظروا سد النهضة.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى