الحديث عن أن الحكومة قد سمحت بالدعارة وبالسكر اكاذيب.. واول من يعلم أنها اكاذيب هم مروجوها أنفسهم.. وولكن هذه ليست هي المرة الأولى التي يكذب فيها البعض ويروج لكذبته حتى يصدقها.. فحين اعلن رئيس الوزراء عن استقدام بعثة أممية تساعد السودان في تجاوز عثراته.. انطلقت حملة اكاذيب ضخمة مروجة أن البعثة القادمة بعثة عسكرية وأن مهمتها احتلال السودان.. عليه فحين اعلنت الحكومة عن تشكيل الآلية الوطنية لوضع خطة حماية المدنيين.. خطر ببالي اول ما خطر.. أن اسميها الآلية الوطنية لدحض الأكاذيب..! فهذه الآلية قد فعلت اول ما فعلت أن اكدت أن مسئولية حماية المدنيين في دارفور.. بعد مغادرة يوناميد بالطبع ستقع على عاتق الدولة السودانية.. لا على عاتق الأمم المتحدة.. مما يؤكد أن البعثة القادمة.. بعثة سياسية تحت البند السادس.. وليست بعثة عسكرية تحت البند السابع كما يروج البعض ..!
إذن.. الآلية الوطنية لحماية المدنيين والتي تشكلت برئاسة.. مايسترو الحكومة.. السفير عمر مانيس وزير رئاسة مجلس الوزراء وتضم كافة الأجهزة المختصة بدءا من وزارات الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات الوطني.. مهمتها الأساسية صياغة الخطة الوطنية لحماية المدنيين عبر قوة مشتركة.. الأرجح أن تضم القوات المسلحة والشرطة والمخابرات والدعم السريع.. وربما وحدات من قوى الكفاح المسلح.. حال الوصول لمرحلة الدمج والتسريح.. وستكون مهمتها توفير الأمن في دارفور والمساهمة في عملية بناء السلام.. وهذا يؤكد كما أشرنا اعلاه.. أن البعثة الأممية (يونيتامس) ليس من مهامها الحماية أو أي نشاط عسكري .. وهذا ايضا بدوره يقودنا للسؤال الأهم.. وهو مدى جاهزية الحكومة لوفد المقدمة للبعثة الأممية.. والذي يتوقع له الوصول.. أي وفد المقدمة.. في السابع والعشرين من هذا الشهر.. !
من الأنباء المتداولة أن اللجنة التنفيذية للتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة والتي يقود دفة العمل التنفيذي فيها السفير عمر الشيخ.. ويبدو جليا أن اختياره لهذه المهمة قد تم بعناية فائقة.. باعتبار الكفاءة والخبرة فقط.. بعيدا عن المحاصصات.. استنادا الى تجربة طويلة مثمرة في أنشطة شبيهة تميز بها.. ويشرف على عمل اللجنة ايضا السفير عمر مانيس.. بحكم منصبه بالطبع.. مقرونا مع خبرة سابقة في الأمم المتحدة.. عليه يمكن القول إن السودان يبدو جاهزا.. من حيث الشكل.. لاستقبال وفد مقدمة البعثة الأممية.. ولكن ماذا من حيث المضمون..؟ أي الاستعداد الفعلي.. ماذا عن خطة العمل.. ومنهجه.. والبرامج.. وحصر المطلوبات.. وتحديد الآليات.. وقبل ذلك حصر وتحديد إحتياجات السودان بدقة..؟ مقربون من السفير مانيس.. المعطون بخبرة العمل مع المجتمع الدولي.. ينقلون عنه قوله.. (إن مثل هذه البعثات عادة ما تأتي الى العالم الثالث تحمل يقينا أنها ستبدأ من الصفر.. وأنها ستفعل بنفسها كل شيء.. بدءا من تحديد الاحتياجات وتحديد منهج العمل ثم تنفيذ العمل.. والتحدي أمامنا أن نثبت لهم العكس.. أن نثبت لهم أننا نحن من سنفعل كل شيء.. وأنهم مجرد منسقون بيننا وبين العالم).. ولعل عبارات مانيس هذه هي التي تفسر التوجيه الصادر للجنة عمر الشيخ أن تظل في حالة إنعقاد دائم.. صباح مساء.. حتى تكمل إعداد تقاريرها كافة لتكون أمام مجلس الوزراء في موعد أقصاه صباح 25 يوليو الجاري.. أي قبل ثمان واربعين ساعة من موعد وصول البعثة الى الخرطوم.. حتى تتمكن الحكومة من اعتمادها بشكلها النهائي.. وتبقى أسئلة ملحة.. نجيب عليها غدا..!
صحيفة السوداني