الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
ــ يخاطبنا السفهاء بكل قبح
ونكره أن نكون لهم مجيبا
يزدادون سفاهةً ونزداد حلماً
كعود زاده الإحراق طيبا
* يسأل احد مستشاري الرئيس جمال عبد الناصر قائلاً، اراك يا ريس شديد الاهتمام بتأهيل وتدريب القوات المسلحة وتعمل على توفير احتياجاتها واحدث الاسلحة والمعدات لها، براً وجواً وبحراً، الا تخشى يا ريس من قيام هذه القوات بالانقلاب عليك والاطاحة بك؟؟
ــ رد عليه الرئيس جمال قائلاً: إن القوات المسلحة القوية لا تقوم بانقلاب او كما قال (أ.ه)
ــ اذا بحثنا في الانقلابات العسكرية التي حدثت في وطننا، مايو والانقاذ، نجد ان من الاسباب الرئيسة وراء تلك الانقلابات اهمال القوات المسلحة وضعفها اعداداً والنيل منها والتهكم عليها حتى اصبحت عرضة للهزائم امام التمرد، وامست جميع قواعدها ومنتسبيها ينتظرون من يقوم بالانقلاب على السلطة المدنية القائمة ولا يهمهم من يأتي بعد ذلك.
ــ قادة القوات المسلحة من قدامى المحاربين يذكرون جيداً الاحتفالات التي كانت تقوم بها بعض الاحزاب عندما ينتصر التمرد على حامية من الحاميات، فينسحب رجالها او تكون خنادقهم هي قبورهم، كما حدث في الناصر. وهل تنسى قولة الزعيم السياسي الكبير عندما قال: ما تسقط مدينة الناصر فقد سقطت قبلها مدينة برلين، واضاف قائلاً: كلما سقطت مدينة في يد التمرد يأتينا قادة الجيش يتباكون!!!
ـــ عطفاً على حديث الرئيس جمال ورده على مستشاره، نقول ان الجيش المهني القوي المقتدر قتالياً المعد باحدث الاسلحة والمعدات الموفرة له كل الاحتياجات، المحترم من قيادته في السلطة متى ما كانت السلطة عادلة تمارس الديمقراطية بحقوقها دون اقصاء، وهو الساند لها، وهو الراعي لحقوق الشعب، وهو المؤمن للدستور، مثله لا يقوم بانقلاب.
ــ ان الانقلابات التي حدثت في وطننا، لم تقم بها القوات المسلحة كمؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة، بل قامت بها الأحزاب العقائدية بسبب الصراعات السياسية مستغلة عناصرها داخل القوات المسلحة، مايو اليسار والانقاذ اليمين، وكذلك مستغلة حالة الضعف التي وصلت اليها القوات المسلحة، ولو كان الجيش قوياً كما وصفنا لما سمح بقيام تلك الانقلابات.
ــ ما تأذت القوات المسلحة السودانية في تاريخها كما تأذت عندما وقع انقلاب مايو بقيادة الاحزاب العقائدية اليسارية، وكذلك خلال مسيرة الانقاذ بقيادة الجبهة الاسلامية واليمين، حيث ضعف انتماؤها القومي والوطني مما جعل قدامى محاربيها ينادون: لماذا لا تجعلها عسكرية صرفة يا ريس؟؟
اليوم ينادي البعض بتطهير القوات المسلحة من الانتماء السياسي، واخشى ان تكون قولة حق يراد بها باطل. فاذا كان النداء متجرداً يجب ان يكون التطهير شاملاً لجميع الانتماءات الفكرية والحزبية يسارها ويمينها.
ويجب ان يشمل حتى المنتمين لاحزاب سياسية بمختلف صنوفها.
ان القادم للقوات المسلحة يجب ان يتمسك بقومية القوات المسلحة ووطنيتها، ويحافظ على مهنيتها وتقاليدها. وليس صعباً أن تتم صياغة اللوائح والقوانين التي تضبط كل ذلك.
على الجميع أن يحافظوا على تاريخ قواتنا المسلحة الذي نفخر به ونعتز.
إبراهيم الرشيد
المدير الأسبق لأكاديمية نميري العسكرية العليا
The post السودان: الفريق الركن إبراهيم الرشيد يكتب: الجيش القوي لا يقوم بانقلاب appeared first on الانتباهة أون لاين.