السودان اليوم:
وتتوالى احتفالات السفارات الغربية في الخرطوم بقيادة عرفان صديق سفير بريطانيا، أم الاستعمار وصانعته وسادنته، كما يتواصل احتفاء الصحافة والفضائيات الغربية باباحة الخمر والدعارة والعري ، فها هي هيئة الاذاعة البريطانية (BBC) تفرد حلقة من برامجها مع احدى بائعات العرقي لاطلاع العالم اجمع بالكيفية التي يصنع بها ذلك النوع من الخمور البلدية ، فما اسعد البرهان ونائبه حميدتي الذي تعهد من داخل بيت من بيوت الله بحماية الدين الذي قال إنه (خط احمر) ، ما اسعدهما بهذا الانجاز الباهر الذي سيقابلان به ربهما في يوم تشخص فيه الابصار ، وهنيئا لعرفان صديق ولصديقه حمدوك حامل الجنسية البريطانية ولوزير العدل ناجر تعديلات القانون نصرالدين عبدالباري ،حامل الجنسية الامريكية ولكل حملة الجوازات الاجنبية من وزرائنا واعضاء مجلس سيادتنا ، فقد ادوا ما عليهم من اظهار للولاء لدولهم التي تكرمت عليهم بذلك الشرف الباذخ ومنحتهم جنسياتها الرفيعة!
اقول للامريكي عبدالباري ، الفرح بتلك التعديلات الاباحية في القانون الجنائي إن انبهارك بقيم وثقافة امريكا – موطنك الجديد – والذي اهلك لتبوء المنصب الوزاري لاداء ذلك الدور القبيح خدمة لمبغضي الاسلام من الشيوعيين وتابعيهم بغير احسان من بني علمان ، لن يمنحك وقبيلك من الشيوعيين وبني علمان تفويضا لان تفعل ما تشاء في بلادنا بعيدا عن مرجعيات شعبنا المسلم ، فلتستعد وليستعد من يقفون خلفك من بني علمان واعداء الاسلام لحملات شعواء من المواجهة قبل ان يواجهوا غضب رب عظيم توعد من يحبون اشاعة الفاحشة في الذين آمنوا بعذاب اليم في الدنيا قبل الآخرة.
حدثني وليحدثني رئيس وزرائك حمدوك الذي اذعن للسفير عرفان صديق ليرهن بلادنا من جديد للاستعمار عبر انتداب بعثة أممية اجنبية هل تبيح ديمقراطيتهم في بريطانيا وامريكا اخضاع الاغلبية لثقافة الاقلية ، وهل يجوز للمسلم في امريكا ان يربي اطفاله وفقا لمرجعياته الثقافية او الدينية ام ان شرطتهم ستقتاده الى السجن لو تجرأ وانتهر طفله ناهيك عن ان يضربه؟!
في الغرب الامريكي والاوروبي ياود عبدالباري لا يستطيع المسلم ان يعترض او يوبخ ابنته إن اصطحبت صديقها (البوي فريند) الى غرفتها ، والويل له إن مسها بكلمة جارحة ناهيك عن ان يضربها ، بل إن قانونكم الامريكي لا يجيز للاب المسلم ان يعترض او يحتج على ممارسة ابنه او ابنته للشذوذ الجنسي او البغاء والدعارة ، واتحداك أن تنفي هذا الكلام.
لم يقم وزير العدل الامريكي بتعديل قانونهم الجنائي لاستثناء الاقلية المسلمة من تطبيق القوانين الامريكية التي تضيق على المسلمين وتحرمهم من قيمهم الثقافية ومطلوباتهم الدينية ، ولم ينصبوا وزيرا لعدلهم ينتمي الى ثقافة غير ثقافة شعبهم ليعبر عنها في القوانين التي تحكم حياتهم.
ثمة سؤال آخر يا ودعبدالباري الذي سماك ابوك – ويا للحسرة- بنصرالدين وما انت بناصر للدين بل هادم له ومحطم لاركانه وبنيانه ، هل يجوز للمسلم ان يتغيب عن العمل يوم الجمعة ام ان مرجعية الاغلبية تلزمه بعطلة الاحدا؟
يمكنني ان اضرب لك مئة مثال على انكم ارتكبتم باجازة تعديلات العهر الاخيرة التي احلت ما حرم الله من دعارة وخمور واشاعة للفاحشة والعري ..ارتكبتم بذلك خيانة في حق دينكم وشعبكم واغضبتم ربكم وتمردتم حتى على القيم الديمقراطية السائدة في البلاد التي اعتنقتم ثقافتها واخترتم جنسيتها.
لا اخاطب نصرالدين عبدالباري بشخصه الا لانه وزير العدل الذي انتدب لتقديم هذه التعديلات الاباحية ، لكن الخطاب الاساس موجه للبرهان وحميدتي ثم الى الحزب الشيوعي الذي اختطف الثورة وحكم البلاد دون تفويض شعبي ، ولم يكتف بذلك انما ظل منذ ان دانت له السلطة يعمل سيفه في ديننا وقيمنا وهويتنا اما الاهداف التي قامت من اجلها الثورة فقد فشل في انجاز اي منها.
اقول لكل هؤلاء إن بلادنا عصية على من يقهرها ويجيعها ويضيق عليها ويخرج على دينها وتقاليدها السمحة.
The post اتقوا الله في دينكم وشعبكم!.. بقلم الطيب مصطفى appeared first on السودان اليوم.