غير مصنف

السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: نريــــد حـــلاً

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

هل ستظل قوى الحرية والتغيير كلما سأل سائل عن انجازاتها، أو القى بصيصاً من ضوء على مواقع عتمة فيها، هل ستظل تعيد وتكرر العبارة التي ملّ الناسُ سماعها : (لايمكن أن نُصلح خراب تلاتين سنة في كذا شهر؟)، وها هي الأشهر تمُرسراعاً، والرد ثابت مع مراعاة عدد الشهور التي مرت، والآن بعد مرور عام كامل يأتي الرد: (إنت عايزنا نصلح ليك خراب تلاتين سنة في سنة واحدة؟)..فإلى متى تظل قوى الحرية والتغيير تدافع عن نفسها في مواجهة المشفقين والخصوم بهذه العبارة الممجوجة المكرورة؟ وإلى متى تظل قوى الحرية والتغيير تضع كل اخفاقاتها وعجزها على «مشجب» الدولة العميقة،هذا العذر ربما يكون مقبولاً حتى الأشهر الستة الأولى كحد أقصى ، وبعدها بالتأكيد سيفقد ميزاته المنطقية في الإقناع .
لا أحد يستطيع إنكارالأزمة العميقة التي تسبب فيها نظام الثلاثين من يونيوالبغيض، ولاشك أنها تحتاج إلى صبرٍ طويل المراس، ولا أحد يُنكر أن نظام البشير وجماعته أحدث خراباً عظيماً، يحتاج إصلاحه إلى وقت وعمل جاد وخبرة وكفاءة وتجرد ونكران ذات ، ويحتاج إلى طريقة تفكير جديدة ومنهج جديد في التعامل مع الأزمات.. لكن للأسف ليس هناك عمل جاد، وليست هناك خبرات ، ولاكفاءات ، ولاتجرد ولانكران ذات ، ولاطريقة تفكير جديدة، ولا منهج جديد للتعامل مع الأزمات… إذن كيف ستُحل كل هذه الأزمات بمنهج الإنقاذ وطريقة تفكيرها وسياسة رزق اليوم باليوم .. على الأقل لم نر بعد مرور عام من تشكيل الحكومة إلا تصاعداً في الأزمات والضائقات والغلاء ، ولم نر بصيصاً من الأمل ليقوينا على الصبر، ولم نر عملاً يوقف التدهور الذي فجّر الثورة..
أما التذرع بـ «مشجب» الدولة العميقة في رأيي بعد مرورعام لن يقنع أحداً خاصةً وأن كل السلطات الآن بيد الائتلاف الحاكم وبيد شركاء الحكم العسكريين والمدنيين اللهم إلا إذا كانت الدولة العميقة المقصودة في التبريرات هي المكون العسكري في مجلس السيادة، وإذا صح ذلك فلن نقبله إلا إذا خرجت لنا قوى الحرية والتغيير ببيان وأوضحت للشارع السوداني الذي طال صبره أنها تواجه عقبات من المكون العسكري، وحينها سيعرف الشارع ماذا يفعل، أما خلاف ذلك فلن يقبل أحد بهذا «المشجب» ، ولا بعبارة (لايمكن أن أصلح خراب تلاتين سنة في سنة واحدة)..
أعود وأقول أن عبارة (لايمكن أن نصلح..)، و(شماعة الدولة العميقة)، دا كلام مالوش عزا، وإذا قبلناه سيظل هو المخدِّر المعتمد طوال الفترة الانتقالية التي ربما يتم تمديدها (مين عارف)….
قضت الإنقاذ ثلاثين عاماً بيننا تبرر فشلها وعجزها وفسادها بعبارة أن البلاد محاصرة من قوى البغي والعدوان، والإمبريالية، والصهيونية العالمية واسرائيل، وأن الإنقاذ مستهدفة لأنها متمسكة بـ (لا إله إلا الله)، وظلت تلوك هذه (اللبانة) حتى (مسخت)، ولم تقنع بها أحداً في يوم من الأيام …باختصار شديد الشارع السوداني غاض صبره، واستنفد قوى التحمل التي بين ضلوعه، وتسرب الأمل مع أنفاسه فهو يريد عملاً وأملاً يستقوى به على الصبر وفوق كل ذلك يريد (حلاً)، للضائقة المعيشية والغلاء والفوضى العارمة التي تشهدها الأسواق، وكل مراكز الخدمات المعدومة… أكرر أن الشارع يريد (حلاً)…اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

The post السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: نريــــد حـــلاً appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى