الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
> المقال أدناه من ضمن مجموعة مقالات كتبتها عن الفساد كان اولها تحت عنوان، الثروة والجريمة والفساد،نشر نوفمبر 2014م بصحيفة الصيحة, وهذا المقال كان أخرها تم نشره في السابع من ابريل 2018 بصحيفة الصيحة، عندما أصبح الفساد منهج حكم وأسلوب إدارة للدولة.بكل أسف لم يكونو يقرأون، ولا أظنهم كانوا يسمعون، حتى أصبحوا اليوم مفضوحون؟؟
> المقال جاء فيه: في مثل هذا اليوم السابع من أبريل من العام 1985م ونحن في صحبة الرئيس جعفر محمد نميري بعد عودته من الولايات المتحدة وسقوط نظام حكمه وأصبح مقيماً في القاهرة ، دعا سيادته لإجتماع مع أفراد الوفد المرافق له من موظفي المراسم والإعلام والسكرتاريه وضباط الحرس تم ذلك ببهو قصر الطاهرة الذي يقيم فيه.
> من الحاضرين لذلك الإجتماع رئيس المراسم العميد (م) عبد الرحيم سعيد ومدير المراسم عبد الله الشيخ وكبير الباوران العقيد الركن على الغفاري وشخصي مدير مكتب الرئيس، وقائد الحرس المقدم عبد السلام صالح وضباط الحرس وآخرون .
> كان الوقت منتصف نهار يوم 7 أبريل 1985م عندما بدأ الرئيس الحديث بقوله: (إذا دامت لغيرك لما الت إليك) .
> سبق أن كتبت مقالاً تفصيلياً عن هذا اللقاء وما دار فيه وتوجيهات سيادته بإرجاع ما تبقى من ميزانية الرحلة لخزينة الدولة ، وإعادة الطائرة التي أهداها له الملك خالد وتسليمها للخطوط الجوية السودانية وتسليم أسلحة الحرس للملحق العسكري بالقاهرة.
> في هذا الوقت كان الشارع السوداني والأحزاب تتحدث عن فساد الرئيس وفساد بطانته وبعض قيادات ومسؤولي الجهاز التنفيذي في حكومته وشكلت اللجان وخرج الحديث افتراء وكذباً عن إمتلاك الرئيس لعدد من القصور في إنجلترا ولبنان والقاهرة وأرقام الأموال في بنوك العالم ، وتمت ملاحقة وزير رئاسة الجمهورية والتحقيق مع بعض مديري وسكرتارية مكاتب الرئيس وعدد من ضباط حرس الرئيس، حتى أخ الرئيس الشقيق مصطفى نميري تم إعتقاله والتحقيق معه .
> إنتهى الأمر بحقيقة مؤكدة وثابته إن نظام مايو كان نزيهاً وما دار وقتهاعن الفساد والفاسدين لا صحة له ولا وجود له في الواقع. لم نسمع بإتهام رجال أعمال بالفساد أو تجنيب عائدات الصادر ، ولم نسمع بمديري بنوك تصرفوا في أموال بنوكهم بعدم مسئولية، ولم نسمع بأبناء مسؤولين يبنون القصور ويمتلكون أموالاً مصادرها مشبوهة ، ولم نسمع بتلاعب في أراضي الدولة وتهريب الأموال ، لم نسمع قط بغسيل الأموال أو تجنيب الأموال أو شركات وهمية ، أو (كومشنات) أو التلاعب في الأموال المصدقة للدواء .
> اليوم أصبح الناس يصحون على مواء (القطط السمان) ويمسون على دبيب (نمل السكر) ، وقول إن لم يكن بعده فعل حاسم وجازم وباتر، ستعود القطط السمان للتفريخ والتكاثر دون خشية على نفسها أو فراخها ، وسيزحف النمل على كل منتج يخرج من الأرض .
> إن حكومة الإنقاذ متهمة بالتفريط في مقدرات الدولة حتى أصبح الحديث عن الفساد يجهر به،والفاسدون أسماؤهم يلوكها الناس. فإن لم تبدأ الإنقاذ بحساب قياداتها ومحسوبيها والذين خدموها وساروا في مواكبها ، لن يتم حسم الفساد .
> وإن لم تطلق الحكومة أيدي من كلفوا ببتر الفساد ووسعت صلاحيات محاكم الفساد لن ينصلح الحال.
> وإن لم يقتد بقول الحبيب المصطفى (وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) لن يبتر الفساد .
> وإن لم تتبع سياسة الخليفة عمر بن الخطاب في إدارة الشأن العام وحكمه على أبنه عبد الله بن عمر لن تكون لنا دولة .
> الأخ الرئيس أطلق يد من كلف بالتعامل مع الفاسدين والمفسدين ومن كسب حرام من بينهم، ووسع صلاحيات المحاكم ولا بأس أن تصبح المحاكم ميدانية بصلاحيات إستثنائية ، فالوضع أصبح إستثنائياً يحتاج لإجراءات إستثنائية إلى أن ينصلح الحال .
> الأخ الرئيس ، يتطلع الناس ليروا كل من تحوم حوله الشبهات أمام القضاء بالعدل والحق لا فرق بين عبد ومولى وبين سيد وتابع وبين كبير وصغير وبين منظم ومنتفع.
> إن ما نسمعه من علماء الإقتصاد بإحتمال إفلاس الدولة والدخول في الندرة وتصريحات المسؤولين غير المسئولة وإستفزاز بعضهم للناس بالقول، يتطلب ذلك الضرب بيد من حديد على كل من عبث بالمال العام وعلى كل من إستغل السلطة وحصل على كسب حرام.
> الأخ الرئيس يعز علينا أن يحدث ذلك في عهد رئيس خرج من رحم القوات المسلحة الطاهرة النقية القومية الوطنية ، فإن نادى الشيخ في عهد الرئيس عبود قائلاً:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
لسان حالنا اليوم ينادي:
السيف أصدق انباء من القول
في حده الحد بين الحق والنهب
• فهل كان يسمعنا السيد الرئيس؟؟
الفريق ركن ابراهيم الرشيد
المدير الأسبق لأكاديمية نميري العسكرية العليا
The post السودان: الفريق الركن إبراهيم الرشيد يكتب: إذا لم يتم بتر الفساد فلا معافاة للإقتصاد appeared first on الانتباهة أون لاين.