غير مصنف --

أحمد يوسف التاي يكتب: هل هذا طبيعي؟!

(سعر جوال الذرة في وسط دارفور تجاوز هذه الأيام الـ(6000) جنيه…هذه المعلومة المؤلمة الصادمة أفادنا بها الزميل بابكر القاسم مراسل الانتباهة هناك…ولعل منبع الصدمة والألم أن هذا «الانفجار» يحدث في دارفوروليس سواها ، حيث الأراضي الخصبة، ومعدلات الأمطار الغزيرة، وكثرة مصادر المياه الجوفية ، علاوةً على ذلك أن الزراعة تمثل الحرفة الرئيسة في كل ولايات دارفور، ولو أن هذا المبلغ هو سعر جوال الذرة بالخرطوم لعذرنا ولاعتبرناه مثل الجنون الذي أصاب أسواقنا واستعصى علاجه… ومثل ذلك تماماً نجد اسعار الماشية والضأن واللحوم في مناطق تربية الحيوان في كردفان ودارفور والدندر متساوية تماماً مع الأسعار في الخرطوم…فهل هذه الأضاع طبيعية؟!!!…
(2)
في الأسبوع الفائت كان التلفزيون القومي يلقي الضوء على الترع الرئيسة بمشروع الجزيرة و»لهاتها» يابسة ، و»شفاهها» غبشاء من شدة العطش، حتى ذلك الوقت لم يتم فتح الترع الرئيسة للمزارعين، وقد أشار البعض إلى أنهم لم يُعايشوا إهمالاً كهذا في حياتهم…فهل هذا الأمر طبيعي؟؟؟!!!..
(3)
في مناطق الزراعة الآلية المطرية حُرِم آلاف المزارعين هذا الموسم حتى الآن من جازولين الزراعة الذي تعهدت الدولة بتوفيره وتسليمه للمزارع بسعر 2200 جنيه للبرميل، بينما وفرت (الدولة نفسها) للسماسرة ورجال الأعمال والطبقة الطفيلية مئات الأطنان من الجازولين وأطلقت عليه (الجاز الاستثماري)، أو (الجاز الخاص) ، وآخر سمته (التجاري)..ليبيعه هؤلاء في السوق السوداء للمزارعين المضطرين وبأسعار وصلت في حدها الأعلى 40 ألف جنيه للبرميل، و(25) الحد الأدنى حسب العرض والطلب… فهل هذا الوضع طبيعي؟؟؟!!!.
(4)
عندما يصل سعر جوال الذرة 6000 جنيه في ولايات الإنتاج فهذا يعني ببساطة أن هناك مجاعة، والمجاعة تصنعها الفوضى وغياب الدولة التي تذبح المنتج المحلي بـ (قزازة ميتة)، ولاتصنعها الندرة… وعندما (تستهبل) الدولة على المزارعين وتخدعهم بكميات قليلة من الجازولين المدعوم، وتحوِّل كل الكميات إلى البيع (الاستثماري) و(التجاري) و(الخاص)، وتترك المنتج المحلي يستسلم لقدره الذي وضعه تحت براثن وأنياب «المفترسات» في غابة لاتعرف قانوناً ولارحمة، فهذا يعني أن الدولة تُفرِّط في سيادتها وتدمر اقتصادها بأيديها وأيدي السماسرة وأرباب النشاط الطفيلي، وشنق المنتج المحلي على أبواب (التناكر الخاصة).. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى