الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
أعلنت التشكيلة الوزارية وأسماء الوزراء في شهر أغسطس عام 2019م وكان من بينهم دكتور أكرم علي التوم الذي عين وزيراً للصحة وأصبح اسمه متداولاً في الصحف وأجهزة الإعلام والميديا الحديثة بعد فترة قصيرة من تعيينه بسبب تصريح أدلي به بوصفه وزيراً للثروة الحيوانية بالإنابة وتضرر الوطن من هذا التصريح في ذلك الوقت . وبعد أن ظهر داء الكورونا نتمني من الله سبحانه وتعالي أن يزول ويحفظ البلاد والعباد منه ارتكب الوزير خطأين فادحين أولهما ان أوائل من أتوا من الخارج بعد أن استثنوا وفتح لهم المطار سمح لهم بالذهاب رأساً من المطار لذويهم وأسرهم دون حجرهم لفترة والسماح لمن يثبت أنهم أصحاء بالذهاب لأهلهم وحجز المصابين لتلقي العلاج ولكن السماح لهم كلهم بالخروج وعدم الحجز أدي لاختلاط الحابل بالنابل واختلاط المصابين بالأصحاء ونقل المرض إليهم وهو سريع الانتشار نسأل الله السلامة . ومن الأخطاء أيضاً أن جل ان لم أقل كل المؤسسات الصحية الحكومية ظلت لأمد طويل شبه متوقفة والعمل فيها ضئيل وأدي هذا لمعاناة المرضي لا سيما المصابين بالأمراض المزمنة وكان الأوفق أن تعمل مع تحفيز العاملين فيها وتخصيص مراكز صحية أو مستشفيات قليلة معينة تكون قاصرة فقط علي مرضي الكورونا أو المشتبه بإصابتهم بها . ودار لغط عن خلافات في وجهات النظر وتقاطع في الأجندات بين مسؤول سيادي رفيع ووزير الصحة من جهة وبين هذا الوزير ووزير المالية الذي قبلت استقالته من جهة أخري ولأن الموضوع حساس وله صلة في بعض جوانبه بمنظمات عالمية وإنسانية داعمة ينبغي التقصي الرسمي حوله بكل هدوء لكشف الحقائق وتمليكها للرأي العام بلا إثارة وضوضاء كما حدث في مسائل وملفات أخري … وأعلن الوزير الشاب المقال أنه سيعمل علي محاربة مافيا الدواء والقضاء عليها وهذا أمر يؤيده الجميع ولكن شيئاً من هذا لم يتحقق وتضاعفت أسعار الأدوية وشح أو انعدم وجود بعضها . وأعلن الوزير الشاب بحماس أنه سيسعي لتحقيق مجانية العلاج وأيضاً كان هذا موضوع يستحق التشجيع والمؤازرة ولكن النتيجة كانت تحت الصفر وكما يقولون العافية درجات . وفي ظل ظروف البلاد الراهنة كان المنتظر في المرحلة الأولي تخفيف العبء المالي علي الذين يطلبون العلاج في المشافي الحكومية أما المشافي الخاصة فإن أغلبها ولا أقول كلها قد انتفي فيها الجانب الإنساني وأضحي الطمع والجشع هو السائد فيها ونأمل أن يعمل وزير الصحة القادم علي تحقيق هذه الأهداف بخطط واقعية وتطبيقات عملية بلا شعارات دعائية وطريقة هتافية … ووصف البعض الوزير المقال بأنه طبيب أخصائي مؤهل وهذا صحيح ويوجد غيره آلاف الأطباء الأخصائيين وبينهم نوابغ وأفذاذ في الداخل والخارج يعتبرون بالنسبة له أساتذة . وذكر البعض أنه طبيب وسياسي ويمكن نشر قائمة فيها أسماء أطباء شغلوا وظائف وزارية ودستورية ونجحوا وعلي رأسهم ثلاثة من كبار الأطباء الأخصائيين أصحاب الوزن والثقل الذاتي المحترم في المجتمع كانوا في عام 1965م بعد ثورة أكتوبر أعضاء بمجلس السيادة الذي كان خماسياً ورئاسته دورية وهم دكتور التجاني الماحي ودكتور عبد الحليم محمد ودكتور مبارك الفاضل شداد . والوزير المقال كان كادراً شيوعياً بلا مساهمات في مجال الكتابة أو الخطابة أو العمل الجماهيري المفتوح ولا ندري ربما كان كادراً سرياً أو ربما كان مجرد عضو قاعدي يشارك أحياناً في المواكب والمظاهرات . ونرجو أن يقيم الوزير الشاب المقال تجربته في العمل وزيراً والتي لم تكمل عاماً ويقوم بعملية نقد ذاتي ليستفيد منها في مسيرته في مقبل الأيام ونأمل أن يفعل كما فعل والده دكتور علي التوم وزير الزراعة المقتدر في عهد مايو وكانت له بصماته وبعد إعفائه من موقعه الوزاري انصرف لعمل آخر مفيد ولم يثر أو يدع الآخرين يثيرون ضجيجاً وذوابع بعد إعفائه . والتعيين والإعفاء شئ طبيعي يحدث في كافة العهود في السودان وفي غيره .
The post السودان: صديق البادي يكتب: إقالة وزير الصحة والإثارة والضجة الفارغة !! appeared first on الانتباهة أون لاين.