السودان اليوم:
في الوقت الذي بدأت فيه أمس أولى جلسات امتحانات شهادة الأساس لأبنائنا وبناتنا من تلاميذ وتلميذات ولاية الخرطوم، يكون رصفائهم من الأبناء والبنات وذويهم بدول المجهر، يكابدون اوضاعا نفسية سيئة نتيجة حرمانهم من الجلوس للامتحان كالمعتاد في ذات توقيت جلوس زملائهم بولاية الخرطوم، وطالما (حدس ما حدس) بكل آلامه ومراراته يبقى من المهم جداً أن تتدارك السلطات التعليمية معالجة اوضاع ابنائنا التلاميذ والتلميذات بالخارج بأسرع ما يمكن حتى لا يضيع عليهم عام دراسي كامل، خاصة واننا الآن فى منتصف شهر يوليو والعام الدراسي الجديد سيبدأ فى سبتمبر بعد أقل من شهرين، اذ لا يعقل أبداً أن تعلق السلطات التعليمية موعد جلوسهم للامتحان على المجهول، حيث لا أحد يعرف متى تنتهي جائحة كورونا اللئيمة وبالمثل لا أحد يعلم متى تنساب الملاحة الجوية بحسب المبررات التي ساقتها سلطات التعليم لتعليق امتحانات شهادة الأساس لابناء السودانيين العاملين بالخارج، فمثل هذه المبررات السهلة تكشف عن عجز عن التفكير خارج الصندوق، فلحظات الطوارئ والأزمات تحتاج إلى حلول مبتكرة غير تلك المعهودة في اللحظات العادية وهذا ما لم تجتهد فيه السلطات التعليمية، لابد ان هناك دائما حلول مبدعة ومستحدثة ومستنبطة من واقع الأزمة..
لقد (حدس ما حدس) على غرار ما قيل عن عملية فض الاعتصام القذرة والمباغتة، فقد تفاجأ مغتربونا بالخارج وبوغتوا في أحرج اللحظات واحلكها وبعد أن استعد الممتحنون بانفاق الليلي والساعات الطوال في الاستذكار ومراجعة الدروس، بل وبعد أن سدد أولياء امورهم رسوم الامتحان ليفاجأوا ويصدموا بقرار إلغائه، ولكم أن تتخيلوا مدى الفجيعة التي حلت على الاباء والأبناء وأخذوا فيها بغتة وعلى حين غرة، لا شك أنها حالة تستمطر تعاطف الكافر (حالة تحنن الكافر) كما يقول الأهل في مثل هذه الفجائع..نقول بعد أن وقعت الفاجعة على رؤوس أبنائنا بالخارج وذويهم وبدأت الامتحانات وستمضي إلى نهايتها بدونهم، لابد للحكومة في اعلى مراجعها أن تتحرك سريعا وان تجد حلا عاجلا لهم وتمكنهم من الجلوس للامتحان فى اقرب وقت وقبل وقت كاف من بداية العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ بعد اقل من شهرين، ولا نعتقد أن مثل هذا الحل من الاستعصاء بمكان، فإن لم يكن بالمقدور الآن تسفير المراقبين وتأمين الإمتحانات وتجهيز المراكز في ظل إغلاق الأجواء وإيقاف الطيران بين السودان ودول المهجر جراء كورونا بحسب حجة السلطات التعليمية، فمن المقدور عليه وتحت اليد ان يتم تكليف سفارات السودان بالخارج للنهوض بالمهمة على أن تستعين بالمعلمين السودانيين ولجان تجمع المعلمين مع الالتزام بتنفيذ كافة المعايير والضوابط الرقابية والفنية التي تحددها الوزارة،وان لم يكن حتى هذا الحل مما تحبذه السلطات، فمن الممكن ايضا اعتماد نتائج امتحانات الفصل الاول أو نتيجة الامتحانات التجريبية مثلما فعلت بعض الدول لمعالجة آثار كورونا، هذا أو ذاك من الحلول والمقترحات لأيهم، فالأهم هو ان تعقد امتحانات شهادة الاساس لابناء السودانيين العاملين بالخارج بأعجل ما تيسر..
The post حتى لا يضيع مستقبل أبنائنا بالخارج.. بقلم حيدر المكاشفي appeared first on السودان اليوم.