خاص السودان اليوم:
بعد ان ذهب الدكتور ابراهيم البدوى لحال سبيله وترك الوزارة منهيا الجدل حول الاتفاق او الاختلاف معه بخصوص سياسته وهل هى منتجة ام لا وهل سيتم رفع الدعم ام لن تقبل القوى السياسية بمقترحه ، الان وقد ذهب دكتور البدوى فما الذى يمكن ان نتوقعه ياترى ؟ وما الذى ستفعله السيدة وزيرة المالية وقد وجدت نفسها فى تحد كبير جدا؟ فهى ليست غريبة عن الوزراة الى لحظة تعيينها على رأس الوزارة وهذا يجعلنا نفترض انها بحكم المنصب الذى كانت تتولاه فهى من المقربين من السيد الوزير المنصرف الدكتور البدوى وفى دائرته الضيقة وعليه يفترض ان تكون من المطلعين على سياسة الوزارة وخططها التى كانت تصر عليها وتتبناها ومنها مقترح رفع الدعم بشكل كامل وتنفيذ روشتة البنك الدولى التى جرت الانتقاد للدكتور البدوى واوجبت غضب الناس عليه وتعالت الاصوات المنادية باقالته وسحب الثقة منه ، وقد تولى الناشطون وبالذات اعضاء الحزب الشيوعى قيادة حملة منظمة ضد الرجل الى ان انتهى هذا الامر بذهاب السيد الوزير وسواء أكانت الاستقالة بمبادرة منه او بطلب من السيد رئيس الوزراء فالنتيجة واحدة وهى ان الدكتور البدوى الان قد ابتعد واصبح شيئا من الماضى ، والكرة الان بملعب السيدة الوزيرة فماذا ياترى ستفعل وكيف تواجه الازمات الكبرى التى تعيشها البلد؟
ومن المعروف ان قيادات بارزة فى تحالف الحرية والتغيير قادت حملة قوية ومنظمة ضد الدكتور البدوى وكانت هذه الجماعة تدعو بشكل مستمر الى رفض تطبيق اى زيادات على اسعار السلع الحيوية كالدقيق والوقود اضافة الى الخدمات كالكهرباء والمياه وعموم الرسوم الحكومية اذ ان اى زيادات حكومية تعنى مباشرة مزيد من الضغوط على الناس وهذا ما يجعل الاوضاع فى البلد تزداد تأزما .
خاصة مع تداول معلومات على نطاق واسع تفيد معلومات بنية الحكومة المؤكدة تطبيق زيادات على اسعار المحروقات ، ويقول البعض ان هذه هى بعض القرارات التى اشار اليها السيد رئيس الوزراء بقوله ان قرارات صعبة وقاسية ستصدر قريبا وسيكون انعكاسها على الناس شديدا ، وفهم الكثيرون ان الدكتور حمدوك يشير الى قرارات بزيادة اسعار السلع الحيوية واهمها المحروقات والدواء .
وكان الدكتور البدوى قد سعى جادا الى رفع الدعم السلعي تدريجيًا مُنذ بداية العام الحالي، وسط توقعات بأن ينتهي الرفع بنهاية 2020، ليحل مكانه دعم نقدي مباشر شرعت الحكومة في تطبيقه بشكل تجريبي خلال يونيو الفائت عبر بطاقات مالية يتلقي عبرها كل رب أسرة ثلاث ألف جنيه شهريًا ، حيث تأمل الوزارة بأن يغطي الدعم المباشر 80% من سُكان البلاد بحلول 2021.
والان وقد ذهب الدكتور البدوى فما الذى يمكن ان تفعله السيدة الوزيرة فهل هى ستمضى فى خطط سلفها ام تختلف معها وتفتح الباب واسعا امام تغيير السياسات ؟ لاندرى ما الذى يمكن ان تفعله السيدة الوزيرة لكن من المؤكد انها ستكون فى وضع الامتحان ولاندرى هل ستنجح وتمر وتعبر ام ترسب وتسقط فى اخطر واهم امتحان؟
The post وزيرة المالية تنجح وتمر ام ترسب وتسقط في اخطر امتحان appeared first on السودان اليوم.