غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: الطريق إلى سنة تانية

مضى على ثورة ديسمبر 2018 المجيدة أكثر من عام، ومضى على السادس من أبريل 2019 أكثر من عام، ومضى على 11 أبريل 2019 أكثر من عام، ومضى على 30 يونيو 2019 أكثر من عام، وكاد العام يمضي على 17 أغسطس 2019م.

كل هذه التواريخ عبارة عن الفترة التي تمت فيها عملية التغيير السياسي في السودان من أول هبة شعبية ضد نظام البشير الى إجازة الوثيقة الدستورية في قاعة الصداقة والتي بموجبها بدأت الفترة الانتقالية والمتبقي لها الآن عامان تقريبا بعبارة ثالثة لقد أكملنا العام تقريبا أي ثلث الفترة الانتقالية مما استوجب علينا القيام بعملية جرد حساب لنرى ان كان هذا العام لنا أوعلينا.

(2)

من الطبيعي أن تصاحب عملية الانتقال من نظام الي آخر الكثير من الاضطرابات فطالما أن التغيير جاء نتيجة ثورة شعبية فلن تكون عملية الانتقال سلسلة بأي حال من الأحوال لأن الثورة قامت بها مجموعات وان اتفقت على رفض النظام القائم ساعتها إلا انها متابينة في أهدافها لهذا يحدث الشد والجذب في كيفية البديل، ولكن بما ان الوثيقة الدستورية قد أوضحت الحد الأدنى من المتفق عليه والإجراءات والسياسات الواجبة الاتخاذ كان ينبغي المضي الى الأمام بفترة الانتقال، فالسؤال هنا هل فعلا مضت البلاد الى الأمام؟

(3)

الإجابة على هذا السؤال يكمن في مسيرات 30 يونيو 2020 والتي مضى عليها اليوم أسبوع ، فهذه المسيرات قالت بوضوح لا لبس فيه إن الأمور لم تمض الى الأمام وان المسار محتاج الى تغيير ولكنها قالت في نفس الوقت انه لا رجعة الى الوراء البتة، فالخيار الوحيد هو المضي الى الأمام . لئن كانت المظاهرات من ديسمبر 2018 الى أبريل 2019 كان شعارها (تسقط بس) فمسيرة 30 يونيو 2020 شعارها الضمني (تتغير بس) هنا لابد من التفريق بين المظاهرة والمسيرة، فالمظاهرة تنادي بالاقتلاع الكامل، والمسيرة تنادي بتقويم الاعوجاج، فتسقط بس تعني اليأس من أي تقويم بينما تتغير بس تعني تقويم وتعديل السياسات بعبارة ثالثة في حالة التظاهر ان (الشاسي) قد أصبح مفتولا ويجب ان يرمى في مكبات الخردة أما في حالة المسيرة فإن الشاسي سليم وينبغي تغيير الأجزاء المركبة عليه.

(4)

بما أن الحكومة قالت إنها قد استلمت رسالة مسيرات 30 يونيو 2020 وان مطالب الشعب على العين والراس وقالت على لسان رئيس الوزراء إن الشعب سوف يرى بأم عينيه التغييرات المطلوبة خلال أسبوعين فقط -مضى الآن أكثر من نصفها- فدعونا ننتظر نهاية الفترة ولكن في تقديري ان مطلوبات دخول السنة الثانية من الفترة الانتقالية يجب ألا تكون من جانب الحكومة فقط، فالشعب عليه ايضا واجبات بل واجب الشعب هو الأكبر لانه هو الذي يقود عملية التغيير وهو الرقيب عليها فمن الآخر كدا في تقديري انه يجب أن تفتح البلاد صفحة جديدة في مسيرة الثورة. صفحة أول سطر فيها كفاية طق حنك كفاية كلام لا بل كفاية مزايدات الواجب الآن هو الإنتاج , كفاية هروب من الواقع كفاية رمي اللوم على الماضي كفاية رهان على الخارج لقد دقت ساعة العمل لن يكون الشعب السوداني معلم الشعوب وهو يتكفكف رغيفة الخبز . إيه رايكم دام فضلكم في ميثاق شرف سياسي يقدس ساعات العمل ويوقف العبث بها . ساعات العمل في المزارع والمراعي والمصانع ودواوين الخدمة العامة بشقيها المدني والعسكري … وأخيرا ليس آخرا (الواطا مشتاقة وبتنادينا والمطرة بتغسل خوفنا الفينا … والخير بعم لو نحن صحينا) رحم الله الفنان الشاعر المسرحي عماد الدين إبراهيم.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى