السودان اليوم:
أخيراً، قررت لجنة الطوارئ، تخفيف الحظر المفروض على البلاد والعباد بضع ساعاتٍ أخرى، بعد ضيقٍ استمر أكثر من شهرين..
صحيح أن الأمر لم يكن حِكراً على السودان، إذ كانت معظم الدول تعاني “حجراً صحياً” مفروضاً، لكن شتان بين حظرهم وحظرنا..!
على مضض قبلت الحكومة السماح للمواطنين بقضاء بعض احتياجاتهم حتى الساعة الواحدة ظهراً، بعد أن وعدت أصحاب الدخل المحدود والشرائح الضعيفة والأسر المحتاجة، بالمساعدة والمساهمة في تدبير أمرهم، لكنها تناست عمداً ثم نست.
تركت العالقين في الخارج يعانون الأمرين ولم تأبه قط بمناشداتهم وبكائهم وما تعرضوا له من هوان وإذلال إلا متأخراً بعد أن لاحقتها الدعوات..!
انصب تركيز الحكومة في تقرير يومي يُعلن عدد حالات الإصابة والوفاة، ثم يختفي فجأة دون مقدمات ويعود لاحقاً كأن شيئاً لم يكن..!
ظلت نصائحها الصحية متمثلة في “غسل إيدك مدة أربعين ثانية” وكأنها لا تواكب نصائح وإرشادات الدول من حولها..!
تعطلت أرزاق العباد دون مساعدات ومساهمات من الحكومة ولجنة طوارئها، لتقرر أخيراً تقليل ساعتها..
بدا واضحاً أن سبب التخفيف هو موافقة الحكومة على مسيرة 30 يونيو، واختلاط الناس مع بعضهم البعض، الأمر الذي يُصعب منطقياً من استمرار فرض الحظر تجنباً لازدواجية المعايير.
لكن وهو الأهم، ما الذي فعلته الحكومة الآن لتجنيب الناس خطر الإصابة بكورونا؟ وما هي الإجراءات الاحترازية المتوقع أن تعمل بها..؟
صيدليات مُعدمة من الكمامات والفيتامينات والقفازات، معدمة حتى من المضادات الحيوية والأدوية المخففة لبعض الالتهابات، فما هي بدائل الناس..؟ ما هو النصح والإرشاد الذي يمكن تقديمه..؟
ما هو الإجراء الذي يمكن اتخاذه في تسهيل المواصلات للناس وحفظ سلامتهم..؟
كيف يمضي تجهيز المستشفيات التي ستستقبل مرضى كورونا وغيرهم ونحن نرى انهيارها يوماً بعد يوم..!
“أجزنا” شهرين، فماذا فعلت الحكومة بعد اجتماعاتها المكثفة..؟ لنَر من اليوم..!
The post مع تقليل الحظر.. بقلم لينا يعقوب appeared first on السودان اليوم.