السودان اليوم:
الناظر اليوم فى حال افريقيا يجد انها تعاني من ضمن ماتعانى من هشاشة ورخو امنى فى بعض المناطق أثر ضعف سيطرة الحكومات وخصوصا فى منطقة الساحل والصحراء عن بسط سيطرتها على المناطق الطرفية البعيدة عن المركز مما اتاح المجال لكثير من الجماعات الارهابية ان تتمدد فى تلك المناطق وتنشر الذعر بين المواطنين البسطاء وتعيث فى الأرض فسادا وتشوه صورة الدين الحنيف وهى تقتل الابرياء باسمه وهو منهم براء.
وبحسب تقرير سابق لقناة abc news حذر جنرال أمريكي مسؤول عن القوات الأمريكية في إفريقيا من أن التنظيمات الإرهابية في طريقها إلى التقدم في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، مع فشل الجهود الدولية في كبح زيادة العنف. وذكر التقرير ان الجنرال ستيفين تاونسند رئيس القيادة الأمريكية الإفريقية «أفريكوم»، قال في جلسة استماع إنه في العام الماضي وحده حدثت زيادة بمقدار خمسة أضعاف في النشاط الإرهابي في المنطقة الممتدة من موريتانيا والسنغال في الغرب إلى السودان وإريتريا في الشرق . وتشير دراسات إلى وجود أكثر من 60 تنظيماً إرهابياً بالقارة السمراء تنضوي معظمها تحت لواء تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وبعضها يتبنى الفكر الإخواني القريب من التيارات السلفية ، وأخرى مسيحية متطرفة مثل حركة «لانتي بلاكا» في جمهورية إفريقيا الوسطى وجيش الرب في أوغندا وكلها جماعات تعتمد القتل والسعى لاقصاء الاخر وترى فى المخالفين لها اهدافا مشروعة سواء كانوا جماعات اوحركات اوافراد وليس بالضرورة الحكومات فقط وهذا ماجعل غالب ضحايا هؤلاء الارهابيين مواطنين بسطاء لاشان لهم بالامور السياسية،وقد رأينا كيف ان حركات كبوكو حرام وانصار الشريعة يهاجمون المواطنين فى الاسواق والمساجد والمزارع وقد لايكون بالمنطقة التى يستهدفونها جيش اصلا مما يعنى أنهم يحاربون الشعوب المستضعفة والشواهد على ذلك كثيرة كما هو الحال فى تشاد ونيجيريا والكاميرون والنيجر ومالى وبوركينافاسو وغيرها من البلدان الافريقية التى يشكل الارهاب عدوا حقيقيا لها.
وافادت تقارير ان الجماعات الارهابية وبالذات القاعدة وداعش استقطبت الشباب الذي يعاني أصلاً من البطالة والضياع، وجندتهم في أنشطتها الهدامة عبر إغراءات مالية ودعم سخي من بعض الدول ، وكذلك فتح المجال لأعمال القرصنة وتجارة المخدرات التي توفر للجماعات الإرهابية مزيدا من الثراء الذي يستهوي الشباب.
وقد سعت الجماعات الارهابية الى استغلال الطبيعة المعقدة للمجتمعات الافريقية ولعبت على تداخل وتشابك وتقاطع عدة عوامل أبرزها التناقضات الطائفية والإثنية والاختلاف في المستويات المعيشية وقابلية الميل إلى الجريمة المنظمة لبعض الفئات الشبابية ، فضلاً عن التباين العقدي والمذهبي المتنازع بين التقاليد المحلية والفكر التصحيحي الذي تدعيه الجماعات التكفيرية.
لذا وجدت لها مساحة تتحرك فيها وعوامل ساعدتها على جذب بعض الشباب وجرهم اليها وتجنيدهم فى صفوفها وهذا ما يمكن ان يشكل خطرا على السلم والأمن والتعايش فى افريقيا ما لم يتم تدارك الامر وعلى مستويين يسيران معا الاول عسكرى امنى يتابع ويطارد الارهابيين ويجتثهم من اصولهم وينظف القارة منهم باعتبارهم دعاة عنف ومثيرى فتن والثانى ثقافى يقود عملية توعية منظمة تستهدف الشباب الافريقى المرشح للانضمام الى الجماعات الارهابية وافهامه الامر بشكل واضح ومعالجة أى مفاهيم مغلوطة فى اذهانهم واعادة التعايش الآمن السليم الى افريقيا وهذه المهمة يلزم ان يضطلع بها الجميع كل من مكانه وتتوحد جهودهم لمحاربة الارهاب واجتثاثه من القارة السمراء.
The post تهديد الارهاب لافريقيا وكيف يتم التصدي له .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.