قالت الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة ستنسحب من منظمة الصحة العالمية يوم السادس من يوليو/تموز 2021 بعد أن تلقت إخطارا بقرار الرئيس دونالد ترمب بهذا الخصوص.
وكان يتعين على ترمب الذي أعلن قراره قبل أكثر من شهر أن يرسل للمنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها قبل عام من انسحاب الولايات المتحدة وأن يدفع كل المستحقات المالية على واشنطن بموجب قرار للكونغرس الأمريكي في عام 1948.
وأفاد الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية بأن الولايات المتحدة مدينة للمنظمة في الوقت الحالي بأكثر من 200 مليون دولار من المساهمات المقدرة.
وبموجب قرار صادر عن الكونغرس عام 1948، يمكن للولايات المتحدة أن تنسحب، لكن عليها أن تعطي إشعاراً لمدة عام وعليها دفع الرسوم المستحقة، على الرغم من أنه غير واضح ما هو موقف ترمب من ذلك.
وسيضع هذا الانسحاب الجدوى المالية لمنظمة الصحة العالمية ومستقبل برامجها العديدة التي تعزز الرعاية الصحية ومكافحة الأمراض، في موقف صعب.
وكان ترمب قد أوضح نواياه تجاه المنظمة الأممية، أواخر مايو/أيار، عندما اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها خاضعة لسيطرة الصين في أعقاب تفشي وباء كورونا.
وعلى الرغم من دعوات الاتحاد الأوربي وآخرين، قال الرئيس الأمريكي إنه سوف ينسحب من الوكالة التابعة للأمم المتحدة ويعيد توجيه الأموال المخصصة لها إلى مكان آخر.
والآن أبلغ ترمب الأمم المتحدة والكونغرس بنواياه، على الرغم من أن العملية يمكن أن تستغرق سنة على الأقل.
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة أبلغت المنظمة بانسحابها، اعتباراً من 6 تموز/ يوليو 2021.
بايدن يتعهّد إعادة بلاده إلى المنظمة في حال انتخابه
من جانبه، أعلن المرشّح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكيّة جو بايدن الثلاثاء أنّه سيُلغي في حال فوزه في الاستحقاق الرئاسي، القرار الذي اتّخذه الرئيس دونالد ترمب بسحب الولايات المتحدة من منظّمة الصحّة العالميّة.
وقال بايدن إنّ “الأمريكيّين يكونون أكثر أماناً عندما تلتزم أمريكا تعزيز الصحّة العالميّة”، وأضاف على تويتر “في اليوم الأوّل من رئاستي، سألتحق مجدّداً بمنظّمة الصحّة العالميّة وأعيد تأكيد ريادتنا العالميّة”.
ووصفت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، انسحاب ترمب الرسمي من المنظمة بأنه “فعل من الحماقة الحقة لأن منظمة الصحة العالمية تقوم بتنسيق الحرب العالمية على مرض كوفيد-19”.
وكتبت الزعيمة الديمقراطية على حسابها على تويتر “بينما تتعرض حياة الملايين للخطر، يشل الرئيس المجهود الدولي لهزيمة الفيروس”.
من جانبه، قال السناتور روبرت مينينديز، الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية” تلقى الكونغرس إشعاراً بسحب التمويل رسمياً من منظمة الصحة في خضم الوباء العالمي.. إن ذلك يترك الأمريكيين مرضى وأمريكا وحدها”.
ويمكن التراجع عن قرار ترامب قبل سريانه إذا مني بهزيمة أمام منافسه الديمقراطي ونائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأطلقت الولايات المتحدة رسميّاً عمليّة انسحابها من منظّمة الصحّة العالميّة، بعدما كان ترمب هدّد بسحب بلاده من الهيئة على خلفيّة إدارتها أزمة فيروس كورونا المستجدّ.
وانتقد مسؤولون صحّيون ومعارضون لترمب قراره سحب الولايات المتحدة من المنظّمة التي تتّخذ جنيف مقرّاً والمسؤولة عن مكافحة الأمراض التي تُواصل الانتشار في العالم وبينها كوفيد-19.
والولايات المتحدة أكبر المساهمين الماليين في منظمة الصحة العالمية، لكنّ ترمب علّق في أبريل/ نيسان الماضي التمويل عنها وقال إنها ” دمية في يد الصين”.
الجزيرة مباشر – وكالات