غير مصنف --

نصائح خبير غالية لتحمل الصدمة القاسية.. دكتور البدوي يجري جراحة عاجلة لإنقاذ الإقتصاد السوداني الذي يرقد في غرفة الإنعاش

قال وزير المالية السوداني الدكتور إبراهيم البدوي (‏الوضع صعب للغاية، ولكن هذا البرنامج لابد منه لمعالجة كل هذه الأزمات بطريقة جذرية، ونعلم ان آثار هذه المعالجات قاسية خاصة في المراحل الأولى التي نمر بها الآن ولكنها ستأتي أكلها باقتصاد متعافي من التضخم والفساد والتشوهات خلال الفترة الانتقالية إن شاء الله)، ذلك ما غرد به الوزير على تويتر يوم الإثنين الماضي، رداً على مواطن يشتكي من سوء الأحوال المعيشية.

البرنامج تلك الكلمة التي وردت في رد الوزير يعني بها هو توصل الحكومة الانتقالية لبرنامج اقتصادي لمعالجة التشوهات الهيكلية في الاقتصاد السوداني بطريقة جذرية. وتحقيقاً لهذا الهدف ، أعلنت حكومة السودان الانتقالية أن السلطات السودانية وصندوق النقد الدولي قد توصلا إلى اتفاق بشأن برنامج مشترك سيستغرق مدة ١٢ شهر. وبمجرد إكتماله ، سيفتح البرنامج الابواب أمام التمويل والاستثمار الدوليين في القطاعات الإنتاجية ، والبنى التحتية ، وخلق فرص العمل للمواطنين خاصة الشباب.

وقالت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي أن السودان يبدأ تطبيق برنامج استثنائي لحل مشاكل الاقتصاد وإن التوصل إلى حلول جذرية للأزمات الاقتصادية العميقة التي تواجه الشعب السوداني هي الأولوية القصوى لحكومة السودان الانتقالية.

وأضافت المالية عبر بيان يوم 28 يونيو 2020 (لقد نتجت هذه الأزمات الاقتصادية الهيكلية لسوء حكم النظام البائد وإدارته الفاسدة للدولة ، حيث أسفرت عن ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض دخل المواطنين وزيادة الفقر وجعلت الاقتصاد يعاني من عجز تجاري وضريبي هائل خاصة بعد جائحة كورونا التي جعلت الوضع أكثر سوءاً. وقد إنكمش الاقتصاد السوداني بنسبة ٢.٥٪ في عام ٢٠١٩ ومن المتوقع أن ينكمش بنسبة ٨٪ بنهاية عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة الكورونا ، وقد أدى هذا إلى ارتفاع التضخم ليتجاوز ١٠٠٪ . بالإضافة إلى ذلك فقد بلغ مستوى الدين الخارجي للسودان مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي حوالي ١٩٠٪ ، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم مما يمنع السودان من الانتفاع من التمويل الدولي للمشاريع الإنتاجية والتنموية).

وقالت وزارة المالية (إن علاج مثل هذه المشكلات المستفحلة في الاقتصاد السوداني سوف يكون صعباً للغاية خاصة في المرحلة الأولى ولكنه ضروري جداً لاستقرار الاقتصاد وتحقيق متطلبات ثورة ديسمبر المجيدة).

وأضافت المالية (قد توصلت الحكومة الانتقالية مع وصندوق النقد الدولي لبرنامج اقتصادي لمعالجة التشوهات الهيكلية في الاقتصاد السوداني بطريقة جذرية وسيدعم البرنامج جهود الحكومة الانتقالية لتثبيت الأسعار الأساسية بما فيها سعر الصرف بطريقة تدريجية).

وغرد د. إبراهيم البدوي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي عبر حسابه على تويتر يوم الأربعاء بحسب ما نقلت عنه كوش نيوز، قائلاً (يسرني أن أعلن أن الدفعة الأولى من التحويلات النقدية المباشرة للاسر قد تم تنفيذها بنجاح لعدد من الاسر في الإدارة الشعبية لسوبا غرب بمحلية الخرطوم. وهذه أول خطوة لأكبر مشروع شرعت فيه الحكومة الانتقالية حتى يشمل 80٪ من الاسر السودانية).

وقال رئيس الوزراء السوداني دكتور عبد الله حمدوك ملمحاً لإقتراب موعد ترشيد الدعم السلعي في خطاب متلفز مساء الإثنين الماضي شاهدته كوش نيوز (ستتوالى على مسامعكم في الايام المقبلة عدد من القرارات الحاسمة في مسار الفترة الانتقالية، وقد يكون لبعضها اثر كبير – سياسيا واقتصاديا واجتماعيا).

وقال الخبير الإقتصادي إبراهيم التاج لصحيفة كوش نيوز حول القرارات الاقتصادية المتوقعة بناءاً على التصريحات الحكومية السابقة (دكتور البدوي سيجري في الفترة القريبة جراحة عاجلة لإنقاذ الإقتصاد السوداني الذي يرقد في غرفة الإنعاش وستتمثل المعالجة الأنية في رفع الدعم عن المحروقات وترشيد دعم الخبز عبر التوسع في توفير الخبز التجاري الغير مدعوم، ورفع الدعم عن الكهرباء).

وأضاف إبراهيم التاج في تقرير سابق لصحيفة كوش نيوز (الدعم بطريقته الحالية بات يشكل إرهاقاً كبيراً للميزانية العامة للدولة وخلق تشوهات منها ندرة السلع والسوق السوداء وتهريب السلع الإستراتيجية).

وقدم الخبير الإقتصادي ابراهيم نصائح للأسر محدودة الدخل لمجابهة الصدمة التي ستحدث بسبب إرتفاع الأسعار (المرأة السودانية عليها بالتدبير وكمثال تقوم بشراء الطماطم عند رخص سعرها وعصرها في الخلاط وتخزينها في الثلاجة بدلاً من شراء الصلصة أو الطماطم عند غلاء سعرها).

وأكد أنه يجب الابتعاد عن شراء الأطعمة من المطاعم أو البقالات لأنها تعمل على إنهاك ميزانية البيت وأنه يمكن الاستغناء عن بعض المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والدجاج واستبدالها بمنتجات نباتية كالعدس والفول الذي أنصح يعمله في المنزل من أجل التوفير، كذلك الشاي والقهوة والعصائر يستحسن تناولهم في البيت حيث لا مقارنة بتاولهم في المقاهي من ناحية التكلفة.

ويرأى الخبير الاقتصادي التاج أن المرأة السودانية بطلة في كل الأحوال ونعتبرها وزيرة مالية المنزل والمدبرة لميزانية الأسرة أيضا لهذا فهي القادرة على قيادة دفة البيت وإعانة زوجها وأبنائها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في تاريخ السودان.

وطالب التاج الحكومة بزيادة سقف التمويل الأصغر في البنوك وتسهيل الإجراءات وقال لابد أن يكون لدينا مشروع عملاق لتطوير ودعم الشياب والأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة يهدف إلى عن طريق توظيف وتنمية المواهب بالشكل المطلوب والذي يحقق لهذه المجموعات فرص زيادة مصادر دخلها بالإضافة إلى تشجيع هذه الفئات للإنتاج الذي يدفع لتحسين الإقتصاد الكلي، وأقترح تكوين إطلاق مشروع يسمى صندوق تمويل الاقتصادي يقدم تمويلاً مقدرا عبر أقساط مريحة في السداد لمشاريع الشباب والخريجين .

وطالب التاج رئيس الوزراء باصدار قانون يشرع لتنظيم العمل من المنزل ويسمح بصورة رسمية بممارسة نشاط الشركات الصغرى والمشاريع الإنتاجية التي لا تزعج الجيران من المنازل ودعم الشباب للتحول إلى ريادة الأعمال.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى