غير مصنف

السودان: العيكورة يكتب: سامحني غلطان بعتذر (حمدوك) يُغرّد

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

وكعادة السيد عبد الله حمدوك في عليائه يغرد عبر (التويتر) مُعتذراً للعالقين بالخارج ومعاناتهم بعد أن فكّ الله أسرهم وبدأوا يتوافدون على وطن غابوا عنه قسراً وتقصيراً من حكومتة ، القى باللائمة كلها على الجائحة ولم يكن شجاعاً يوماً واحداً طيلة الاربعة شهور التى إمتدت من معاناة المرضى الذين أوصلتهم حكومته حدّ الإهانة وقُبُول الصدقات مُرغمين من أهل السباعية بمصر فمن كان يُصدق أن أحفاد على دينار وعصار المفازة سيأتيهم يوماً بل شهوراً يلتحفون السماء ويفترشون الأرض وينتظرون الخبز والجبنة والزيتون من الآخرين من كان يتوقع أن يأتى على الخرطوم يوماً حُكاماً يصكون آذانهم عن نداء الحرائر وأنات الموجوعين من الرجال الذين ما سالت دموعهم إلاّ قهراً تحت إستهزاء الفراعنة (إيه الأرف ده) ومقاطع الفيديو لا تكذب . إعتذر حمدوك وليته صمت كما ظلّ صامتاً و عاجزاً لم يُحدث شعبة قرابة العام إلا من داخل الاستديوهات مزهُواً بحذائه اللامع و شاربة المصبوغ يتحدث محلقاً نحو سقف الاستديو يبشر بالامانى والوعد الكذوب والعبارات الجوفاء ولعلها ثلاث مرات لم يزد عليها أوعبر وسائط العالم الإفتراضي كما ظهر البارحة ، فلا داعي للإعتذار يا سيدي فقد إنقطع الرجاء فيكم ولم يعد المواطن يحلم بأكثر من مرور يومه متحسساً هندامه أنه مازال موجُوداً ، هل يستطيع السيد حمدوك (إن كان يعلم) أن يُعدد لنا كم مرة فتح مطار الخرطوم واغلق أمام حركة الملاحة إلا أمام هؤلاء العالقين وهل يستطيع أن يُحدثنا عن توجيهٍ واحد ولو همساً صدر منه لحل المشكلة التى تصاعدت حتى وصلت المنظمات الدولية ما كان لها أن تلعق في سيدتنا لو لا ضعف حكومتكم وهوانها على الناس ، كل قضايا العالقين في العالم تداعت لها حكومات الدول في أعلى هرمها إلا حكومتكم ظلت ممسكة بالورقة و القلم تتصبب عرقاً تكتب وتشطب تطرح ثُم تجمع تكاليف الحجرالصحي ، تذاكر الطيران، قيمة الفحص ، علينا أم على المواطن ! حتى أصبحت قضية عالقى السودان بالخارج تتصدر نشرات الأخبار ، يا سيدي لا تعتذر فهل سمعك الشعب يوماً تعتذر عن صفوف الخبز والمحروقات و إغلاق المستشفيات أم سمعك تعتذر عن تفلتات الأمن داخل الخرطوم ظاهرة ودعها السودان منذ ثلاثة عقود وزيادة ، أم هل سمعك تعتذر عن إنفلات الأسعار الصاروخي ، وكم تمنيت يا سيدي أن يكون هنالك يوماً واحداً من حياتك خصصته للمواطن حتى نكتبه لك فما بين (شكراً حمدوك) و (جنية حمدوك) والقومة للسودان و (دوخة) الفاشر أصبحتُم أضحوكة ومادة للسخرية و التنتُر ، يا سيدى تعتذر عن ماذا وتترك ماذا ، مات الناسُ في دول الجوار ودفنوا في مقابر الصدقة وأدركتهم رحمة المحسنين وتسوّل الناسُ اللقمة و وزرائكم يغطون في ثباتٍ عميق (فيصل) لاهثاً بمايكرفونة يوزعُ الوعود ويسوق لحرف السين والخارجية إنكمشت يدها أسفل حنكها عن سفاراتنا لم تُعد تجد منها الرد على الهاتف والمبادرة والبشري ، رفضتم المبادرات الوطنية السخية من أبناء هذا الوطن الكريم نحو أهلهم بلا مبرر في أسوأ وأدٍ للإنسانية والشفقة عرفها السودان . والله ما تألم أهل السودان من حكومتكم بقدر أوجاعهم من مقاطع الفيديو المؤلمة التى تناقلتها الأسافير تنقل الجوع والشكوي والمسغبة حتى هددوا بالرجوع راجلين الى بلدهم فالموت واحد .
كان تذرع حكومتكم (بالكورونا) مُخجلاً أناسٌ أصحاء وضعتمونهم في خانة المرضى لتغطوا عجزكم وخوركم ! ولم تجروا فحصاً واحداً لتثبتوا ذلك ، تعتذرون بأن الجائحة فرضت عليكم هذا التأخر! يا سيدى الجائحة أربكت كل العالم ولكن كانت هنالك همم وعقول وقيمة لآدمية الإنسان فتجاوزها العالم كله إلاّ أنتم مع ثلة من القاعدين من الدول التى أقعدها جهل الساسة وسطحية التفكير وصبينة الوزراء حتى أصبحنا مثاراً لشفقة المجتمع الدولي .

قبل ما أنسي :ـــ

حمداً لله على سلامة عودة أهلنا العالقين وأخص بهم الذين أتوا من مصر فقد نافحنا معكم عبر هذه الصحيفة العريقة [الانتباهة أونلاين] بثلاثة مقالات بحّ صوتنا و(فترت) أيدينا عن إيقاظ حكومة النشطاء النائمة ودائماً ما تأتينى تعليقات القراء الكرام (لقد أسمعت لو ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تُنادي) وقلنا أن الحلّ كان يمكن أن يكون سيادياً عبر الطيران الحربي كما أجلتنا مصر ورئيس وزرائها المرحوم فؤاد محيي الدين حين عشنا ذات الأوضاع و نحن طلاباً في ثمانينيات القرن الماضي وإقترحنا الكثير من الحلول التى كان بإمكانها تخفيف الأزمة ولكن (مرمي الله ما بترفع) . فحمداً وشكراً لله على سلامة العودة. وماذا يملك حمدوك غير الإعتذار ؟

الاثنين ٢٢/ يونيو ٢٠٢٠م

The post السودان: العيكورة يكتب: سامحني غلطان بعتذر (حمدوك) يُغرّد appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى