الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
في جنح الظلام هناك في الكدرو قرر بعضهم ان يقتلوا الصابونابي..
حينما انطلقت الرصاصات الغادرة كانت تعرف مستقرها ومُقامها.. وكان محمد الصابونابي يعرف مصيره بل يحدده:
(نحن جاهزين للموت)..
كانما يحاول ان يربط علي قلبه..
(ان لا تقتلي تموتي)
كانت كلماته قبل ثوان من مصرعه.. لم يكن يحمل في يده الا موبايل..
لكنها ثواني وغاب محمد احمد في الحضور تاركا (اللايف) ليوثق آخر لحظاته الموثرة بثاً حياً ودامياً ومخيفاً..
كما أنه حدد ملامح قاتله في بث اسفيري مباشر..
قال ما يلي:
(ديل لجان مقاومة)..
(راكبين عربات)
(لابسين ملكي)
(بدل ما يحموا المواطنين)..
وانطلقت زخات الرصاص..
ترك الرصاص مساحة من الزمن ليلقي وصيته الأخيرة:
(ما تجروا)..
ليهتف مجدداً في جدار الخوف اللعين.
لم تكن طلقة واحدة..
سقط الصابونابي على اثرها مضرجاً بدمائه..
لن تكون الأخيرة..
انها البداية فقط..
و(من الشرارة يندلع اللهيب)..
هي (المناظر) و(الفيلم) جاي ورا..
(التقيل قدام)
كانت تلك الايدي التي تضغط على (التتك) مغتالة صاحب البث والقلب الحي تعرف على وجه اليقين أن قرارها بالتخلص من الشاب النحيل قرار يحظى بكامل الحماية والرعاية والرضا…
سقط الصابونابي وسط ذهول اليافعين حوله .. لم يصدقوا أن الموت يأتي بهذه السهولة والسيابة والاستهتار بل وحتي اللاسبب..
واكثر من هذا انه كان قريبا لذلك الحد من أحلامهم الغضة وترتيباتهم لقضاء عمر طويل وسعيد..
صرخوا على ذلك (البث الحي) الذي آثر أن يبقى لزمن آخر بعد رحيل صاحبه موثقا لتك التفاصيل:
(كتلو الزول يا جماعة هوي).
(اقسم بالله مات)..
(والله ضربوا عديل).
(قصدوا عديييل)
(والله ضربوا ذخيرة)..
(والله يا حمادة تلفونو بي دمو)..
(دا ود جيرانا أحمد)..
(ضوي يا الفاتح، عاين يا الفاتح)..
(والله الزول دا شخر عديل)
(اقسم بالله الزول دا مايعيش تاني)..
عندما انطفأ (اللايف) كانت تلك الرصاصات قد اعادت الترتيب واطلقت الوحش والفوضى واطلقت علي مستقبلنا.
ليعود جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه سنار ويتحول قاتله للتجول حراً طليقاً في شوارع الخرطوم آمناً في سربه معافى في جسده وعنده قوت بلطجته و الاجتراء، منتظراً معاودة المحاولة والتجربة السهلة المستثارة..
لا اعرف سر احتدام الفجيعة وارتباطها الفج بسنار.. مابين محاولة اغتيال (ذوالنون) واغتيال الصابونابي تطل علي نحو غامض وقاهر (سنار) بين الدخان..ومحمد عبدالحي وعائشة موسي..
لكن بيان النيابة لا يطل
ولا وجه حمدوك..
ولا بيان الوالي..
ولا زيارة مانيس..
ولا سيادة القانون والوعيد للجناة..
صحيفة الوطن لم تختره مانشيتاً..
ولا التلفزيون القومي ولا (الرادي)..
ولا ولاء البوشي عدته حدثاً يستحق..
وكل ذلك حصل وبسرعة متناهية وتناغم محسود يوم تلك المشاجرة جوار منزل الشهيد (عبدالسلام كشة)..
سقط كشة برصاص غادر..
وسقط الصابونابي برصاص غادر جبان..
ماتا كما تموت الأسود..
(يذوقون الـردي و لا يتشحون الذل و العار وشـــــــاح)
ليتجدد الوجع في قلب ام سودانية أخري.. تضاف الي موكب الافئدة المفطورة..
والله لا يفرق حين الاغتيال بين ايدي الشرعية الثورية الطاهرة وبين الجبهة الثورية الفاجرة، كما لا ينظر الضمير الحي الي وجه الضحية أولاً ليحدد اتجاه البوصلة وليقرر أين تكون كلماته!!.
كانت ام الصابونابي تنتظر وليدها متين يكبر ويشيل حملها!!
لكنه عاد إليها محمولاً علي الاكتاف بعد ان اخترقت الرصاصات أسفل كتفه..
اسألوا الحاجة (آمنة) أم الشهيد كشة ماذا فعل بها..اغتيالهم للصابونابي ..
وكيف اعاد حرق حشاها..
المصاب واحد والفجيعة ذات الفجيعة..
والمنتصر من كل هذا ليس السودان..
فكل رصاصة في في كتفنا والصدور العارية حرام..
وكل من شجعها وفتح لها الطريق، وابرق مغتبطاً ومهنئاً، عليه أن يوسع من مراقده.
وعلي كل المستخفون بـ (حركات ناس المقاومة) ان يعيدوا شحن التوخي والحيطة والحذر و(البل) فقد مضت (الصرعة) الي السلاح وجابت ليها (انكتامة وحرة)..
دخل التجاوز في اللحم الحي..
وقع المحظور صعد الصابونابي متحرراً من رماد الذل، ولم يصدر حتى كتابة السطور بيان رسمي للتوضيح والاحاطة..
بينما كتب بعض القطيع:
(انها الرصاصة الصحيحة في المكان الصحيح)..
فهل تكون لمرافعتنا شرف الأذان الأخير في مالطا؟!.
ام شرف مطاردة القاتل وتقديمه لمحاكمة عادلة ومستوفية للشروط؟!.
The post السودان: أشرف خليل يكتب: وقع المحظور وقتل محمد أحمد الصابونابي appeared first on الانتباهة أون لاين.