غير مصنف

المفاهيم السياسية بين الاستغلال ونكران الذات

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم محجوب مدني محجوب

المفهوم السياسي لكل مجموعة سياسية هو الذي يحدد طبيعة نشاطها وعملها السياسي.
يوجد هنا مفهومان في الساحة السياسية يحددان طبيعة النشاط السياسي لكل مجموعة.
* المفهوم الأول:
هو المفهوم الذي يضع كل برنامجه وأعماله وغايته في كيف يستغل البلد بحيث تكون سلطتها تحت يده.
وتكون مواردها وثرواتها تحت إمرته.
* المفهوم الثاني:
هوالمفهوم الذي يركز في كيفية تطوير البلد.
ما الطريقة التي تنمي موارد البلد؟
كيف يعيش أفراده بطريقة تجلب لهم الراحة وتجعلهم مستقرين في وطنهم؟
لا يهجرونه ولا يعيشون فيه فقراء ومرضى وجهلاء.
فالمفهوم السياسي هو الذي يحدد طبيعة نشاط كل مجموعة.
المفهوم الأول الذي يضع عينه على السلطة والموارد.
لا يهمه الطريقة التي يستولي بها على الحكم.
فإن كان الجو السائد للحكم يدعم الجانب العسكري سوف يتبنى هذا الجانب.
وإن كان الجو السائد يتبنى الجانب الديمقراطي فسوف يطوع هذا الجانب لصالحه بأي وسيلة يرى أنها سوف توصله لهدفه.
يتحالف مع من يوصله لهدفه
إن وجد نفسه خارج دائرة الحكم فسوف يعمل على إضعاف منافسه بكل الوسائل.
لا يهمه في ذلك القانون ولا يهمه المواطن.
ولا تهمه ثروات البلد.
ولا يحركه وازع ديني أو أخلاقي
ما دام المواطن والثروة ليست تحت سيطرته فهي مصدر ضرره.
وحينما يكون حاكما سوف يتحول المواطن والثروة إلى وسائل تحقق غايته وهي الاستيلاء على البلد بجميع موارده.
أي مفهوم سياسي ليس له قاعدة ومبدأ في الاستيلاء على السلطة.
ويمكن أن يرتكب مجازر في ذلك.
سببه هو أنه ينظر للكرسي ولثروة البلد.
أما المفهوم السياسي الذي ينظر للحكم باعتباره تطوير للمواطن وتحسين وازدهار لثروات الوطن.
فسوف يسعى للحكم بوسيلة شرعية ومنضبطة.
وسوف يجعل من تحسين حالة المواطن الأمنية والتعليمية والصحية كوسيلة لتثبيت حكمه.
المعارضة التي يمارسها لن تكون بوسائل وطرق خبيثة يعاقب عليها القانون.
سوف يبث برنامجه السياسي لا من خلال هجومه على منافسه بقدر ما يكون بإبراز المشاريع التي تؤهل المواطن والموارد.
وبناء على هذين المفهومين يمكن النظر إلى نشاط كل مجموعة سياسية في بلادنا.
فما أن نجد مجموعة تسعى بكافة الوسائل للحصول على السلطة.
وإن كان هذا الهدف على حساب إذلال المواطن وقتله واغتصابه وضياع الموارد.
فهذه المجموعة تتبنى المفهوم الأول والذي يقول بأن الحكم يعني الاستيلاء على السلطة وامتلاك الموارد.
فهذه المجموعة قبل أن نمنعها من المتاجرة بمقدرات البلد لا بد قبل ذلك أن نعمل على تغيير مفهومها للحكم.
أما المجموعة التي تعمل على أن تأتي إلى السلطة بطرق شرعية ومنضبطة وطرق يحث عليها القانون.
فهذه المجموعة هي التي تحافظ على السلطة من خلال تكريم المواطن وتنمية موارد البلد.
وبالتالي فهي المجموعة التي تنظر إلى الحكم من خلال المفهوم الثاني.
وهو الذي يشير بأن الحكم غرضه رفع مستوى المواطن في جميع ضروب الحياة.
وإلى خلق برامج تنمي وتطور من موارد وثروات البلد.
نخلص من هذا السرد إلى أن المفهوم السياسي هو الذي يتحكم في نشاط وعمل كل مجموعة.
وأن الممارسة ما هي إلا انعكاس وترجمة لمفهوم كل مجموعة.

The post المفاهيم السياسية بين الاستغلال ونكران الذات appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى