السودان اليوم:
بالأمس دار جدل حاد وحميم بيني والاستاذ ..
اتهمني بالإغراق والاستغراق في ملفات لا صلة لها بالرأي العام ، واتهمته بمساكنة التاريخ والانخراط في طقوس استحضار أرواح الحزب الشيوعي السوداني..
يزعم الاستاذ ان الحزب الشيوعي مازال حياً ومسيطراً يحرك البلاد كيف يشاء!!..
ومنبع زعمه أن الشيوعيين قفزوا إلى غالب المناصب والكراسي وتحكروا الدواوين وعطلوا المصالح.
▪️الحزب الشيوعي مات وشبع موت..
علي الاقل بشكله القديم وبرنامجه الأقدم..
سقطت تحالفاته وانسحب بريقه ولم يعد حاضراً في جدول التأثير والتأثر الوطني..
كل الذي حدث انهم تشبثوا بفرصة لم يجلبوها بضراعهم ، وعضوا عليها بما تبقى لهم من أسنان نخر فيها السوس.
اي (رقشة) تلوح لهم فان جذوتها ليست الا انعكاساً لسابق تصوراتنا وجارح لدغاتهم القديمة!!
راجعوا بيانات الحزب الشيوعي وكيف انها تدخلت وتداخلت في كل شأننا، لكنها كانت تداخلات مربكة ومرتبكة..
▪️على الورق كانت كذلك وعلى صعيد الفعل كان ارباكها أعظم..
مثلاً في قضية الوثيقة الدستورية انبري الحزب ضد محاولات تزويرها وهدد باللجوء للمحاكم حال التزوير..
تم تزوير الوثيقة واضحت نافذة بما فيها من عوار وما صحبها من دوار.. لكن الحزب لم ينبس..
▪️المعركة الحقيقية الكبيرة والوحيدة التي يخوضها الحزب هذه الأيام هي معركة السيطرة على تجمع المهنيين وهي أشبه بالمقاتلة من اجل (اعدام ميت)..
تدخُل الحزب ساهم بالقدر اللازم في نزع أجهزة التنفس مفضياً للموت الدماغي!!
يعتاش الحزب هذه الأيام بفضل مداهنته لزفرات الاهتياج المستشرية في الشارع المديني، متخلياً عن قاعدته الاجتماعية القديمة وطفق يرعى التشوهات الماثلة والدمامل مستثمراً في ممالاتها..
▪️الحزب الحي لا يرضى سوى أن يطرح برامجه ويمضي بها في خشوع او مجون، لا ان يكتفي بالجنون و(بالفج) للشخوص والمنون..
▪️الحزب الحي لا يقوم بتأجير هياكله بالباطن ولا يُسلّف كادراً واحداً للبرامج الأخرى واللافتات ليكونوا بيادقاً و(صفاقات) ويقعد (فراجة)..
ولا يصنع الكوات قفزا في ظلام السديم الهلام ..
▪️في فيلم (السفارة في العمارة) قدم عادل إمام لمحة لأحوال اليساريين المعاصرة في عالمنا العربي وهي ليست بعيدة عن (ناسنا) من حيث (الذهللة) والتقاصر عن الانخراط في الحياة العامة بغية التغيير واعادة التشكيل..
▪️ تشكيل المنظومة على نحو رأسي لا يسمح بالالتئام والتواؤم مع البنية الإجتماعية المكونة للحوار الوطني..
في فيلم السفارة كان الإهتمام بالفذلكات والتمظهرات دون مساهمات ذات عناية تذكر في تنزيل الوعي المفترض إلى مناطق اللاوعي..
الحزب في السودان كما في الفيلم أضحي عبارة عن عائلات ورّثت نفسها المصطلحات وتراكيبها وتساكنت معها لتعصمها عن استحقاقات التغيير والتفاعل..
وكذلك يفعل ملاحقوها..
▪️ويبدو أن تلك التضاعيف ماثلة حينما نتذكر حكاية مطاردة رجل البوليس القديم مجرماً قديماً لجريمة قديمة..
وحده الشرطي يؤمن أن ذلك ما حصل..
فيتفاني في ملاحقة المجرم..
تتغير المدينة والمعالم والاهتمامات وتتعدد الجرائم وتتنوع .. لكن الشرطي كان قد أوقف حياته لكشف غموض تلك الجريمة ومطاردة مرتكبها..
هو صراع على حافة الحياة..
ولا أحد في الدنيا يستطيع أن يقنع الشرطة بالتوقف عن المطاردة والمجرم بالتوقف عن الهروب..
حتى أنهما كتبا معاً:
(يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر)!!..
▪️شخصياً لا اري منطقاً في انتظار انبعاث أيا منهما الى دائرة الفعل والمباشرة..
ولا أظن أن السماح لهما بالدخول لأجندتنا من جديد سيكون عملاً متقبلاً..
▪️فلنكسب لزمن ولنكف عن ذلك التصنيف السياسي للجرائم..
ولنجر الانتقال بعيدا عن تلك المطاردة و(العنف الجنسي) وقريباً من أزماتنا والجهاز الهضمي..
فها هو “شيخ الامين” (المحايتو بيبسي والحيرانو جكسي) يعلن عن تبرعه بمبلغ 300 ألف جنيه للجان المقاومة، فهل عد كلب الصيد في الفرسان؟!…
في منعطفات متعددة تستصحب الأفكار من لا يلائمها فتقعد ملومة محسورة..
The post (الشيوعي.. محاولات للنبش واستحضار الارواح)!!.. بقلم اشرف خليل appeared first on السودان اليوم.