غير مصنف --

تطاول ليل الإحباط.. بقلم مزاهر رمضان

السودان اليوم:
المريض الذي يجافيه النوم ليلا يرى الليل طويلا ممتدا بلا نهاية وهو يعاني الألم ويتواصل أنينه ونظره للساعة وكأنه يستجديها أن تسرع ليطل الصباح وينزاح الوجع…وتبطئ الساعة ويدلهم الليل وتضيق نفس المريض ويكاد يصرخ أيا فجر انبثق..وكأنه في صحراء بلا نهاية..وكل من حوله نيام لا يحسون اوجاعه ولا يشاركونه الأرق…ثم يطل الصبح بعد طول انتظار.
وكثيرا ما يحدث مع ارتفاع درجات الحرارة أن ينقطع التيار الكهربائي فيؤدي سيل العرق و(الكتمة) إلى ضيق النفس حتى تحس ببطء الزمن بل توقفه عند هذا الوضع المضني ثم لا تزال النفس تشرئب لنسمة هواء تعيد إليها صفاءها وراحتها ولكن يبدو ذلك بعيدا جدا..ثم يعود التيار ومع عودته تهب نسمات لطيفة ويتغير الحال.
وما أكثر المشكلات التي تواجهنا فنحتار في حلها ونستنفد وسائلنا كلها في دفعها ولكنها تستعصي على الحلول وتزداد تعقيدا يصل بنا إلى حد اليأس من أن تنتهي أو تحل…ثم تتعاضد الأسباب لحلها وطي صفحتها وكأنها لم تكن.
وهكذا الأوطان..يطول ليل الظلم فيها وتضيق أحوال الناس وتزدحم الفتن وتتوالى الأزمات حتى كأنما لا مخرج..ثم يطل فجر الحرية والعدالة ويستيقظ الأمل في النفوس ويتغير الحال…فما يحدث في ساحة الوطن الآن هو كتمة وحتما ستزول..لن يستمر الغلاء ولا الوباء ولا الخلافات ولا الأزمات..فليس الدوام من طبع الدنيا..وإنما هي تتقلب بأهلها من حال إلى حال..وقد كنا في حال الرخاء الذي نجتر ذكرياته ونردد ( يا حليل زمان) ثم أعقب ذلك شدة ثم يعقب ذلك رخاء…
قد تدفعنا المعطيات حولنا لليأس من الفرج ولكنا لن نيأس من روح الله..ولن نتشاءم ولن نظل نبكي ماضينا ونندب حظنا مادام الأمل مشرعا أبوابه والوطن ينتظر منا أن نقدم ما ينشر الأمن في ربوعه ويقوي اقتصاده ويعيد له سابق مجده..
قد يطول انتظارنا للقادم ولكنه حتما سيجئ…وقد تضيق حتى تستحكم حلقاتها ونظن أنها لن تفرج ولكنها تفرج…فكما أوردوا شعرا : ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
بشروا ولا تنفروا…وأحيوا الأمل في نفوس الناس…لا تقنطوهم من رحمة الله ولا يكن جل كلامنا (البلد دي تاني ما بتتصلح)…الوطن هو الوطن لم يتغير نحن من تغيرنا وعبنا زماننا والعيب فينا.
غدا أجمل…نقولها لكل مهموم ولكل يائس ونرددها لأن رحمة الله وسعت كل شئ.
وشدة وبتزول..

The post تطاول ليل الإحباط.. بقلم مزاهر رمضان appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى