السودان اليوم:
يُقال أن الحُمي عرض وليس مرض ولا بد للطبيب أن يبحث عن أسبابها حتي يوصف العلاج الفعال للمريض أما إذا لجأ للمُسكنات فسرعان ما تعود الحُمّي مرة اخري وقد تكون بمضاعفات أشّدّ لذا المظاهرات والمسيرات والإحتجاجات وغيرها من أساليب التعبير تعتبر عرض لسبب ما كما الحُمّي فما لم تُعالج مُسبباتها فستعود مرة أخري فحالة الحمي السياسية التى يعيشها الوطن حالياً لا بد لها من طبيب ماهر أولاً يرجع بالمريض لما قبل الحمي بالسؤال التقليدي (البارح أكلت شنو)؟ وسعر اللحم كان بي كم؟ وهسي بي كم؟ وكنت بتركب المواصلات بي كم ؟ وهسه بي كم؟ و أفتح خشمك ومد لسانك وقول (عاع) وخُد نفس بعمق و(سيبو) على طريقة المصريين (خد سِيب خُد سِيب) لذا الحالة لدينا تحتاج لمثل هذا التشخيص قبل أن يفّزع الناس من هول المُظاهرات هُنا وهُناك فعلينا الإجابة على هذه الأسئلة كما الطبيب . من المُتسبب في هذا الواقع المأزوم ولنأخُذها عزيزي القارئ واحدةً واحدةً وبقدر ما تسمح به كلمات المقال . الإقتصاد مُنذ أن جاءت حُكومة (حمدوك) حدثوني عن رافد إقتصادي واحد أدخل دولاراً للخزينة العامة بإستثناء بعض صادرات القطاع الخاص من البصل والمانجو وبواخر الأنعام التى أعيدت من جدة فى غير ما مرّة لعدم ُمطابقتها للإشتراطات الصحية وحق الدولة هنا يسير لا يذكر كضرائب فقط ! والنتيجة؟ عجزت الحُكومة عن تأمين القمح والمحروقات فتمددت الصفوف العابرة للأحياء وأصبحنا بدلاً من الحديث عن مخزون يكفي لكذا شهر فى أسوأ حالاتنا السابقة أصبح وزير النفط يُحدثُنا عن أسبوع أو ثلاثة أيام و وزير التجارة والصناعة يقول ليس لدية إحصائية عن إستهلاكنا من القمح ولا عن إستهلاك العاصمة من الدقيق ، كان الراديو أيام (نميري) والإنقاذ يُصدّع رؤوسنا بحركة الوزراء الدؤوبة ويحدثنا عن سمنارات و ورش العمل واللقاءات و إستقبال وفوُد قادمة من الخارج وغيرها من أنشطة الدولة التى تُوحي بأن هُناك حراك وعمل . فما بال القوم نائمون منذ تسعة أشهرٍ وزيادة حتي فترة ما قبل (الكورونا) ، الصحّة إنعدم الدواء وأغلقت المستشفيات وإنتهي الموضوع وباتت (الكورونا) هى الصراع بين المالية والصحة ولسان الحال أغنية محمد عبده (إختلفنا مين اليحب الثاني أكثر … وإتفقنا إنك أكثر وإني أكثر) وبدأ صراع التصريحات والرسائل بين ود البدوي وأكرم باشا ! (طيب) والمواطن ! والسياحة العلاجية ولمن لا يعرف كانت مُستشفياتنا الخاصة مقصداً للإستشفاء لكثير من دول الجوار الأفريقي وقد رأيتهم بأم عينى وحادثتُهُم بفضيل والفيصل ومجمع الزرقاء للعيون ، إذاً من أراد الحديث عن الصحة علية إعادة صحة الإنقاذ (البئيسة) أولاً و عليه إعادة فتح المستشفيات وتوفير البيئة الملائمة للعمل و (لملمة) أنابيب الأكسجين الفارغة من أسوار المستشفيات . فلأول مرة في تاريخ الإحصاء يعتبر منحني الرسم البيانى من نقطة الصفر الي سالب عشرين إنجازاً هذا ما حدث للصحة في عهد أكرم فمن أوجد هذا الواقع؟ ، التعليم غير (العُواسة) المُمنهجة التي يُمارسها (القرايّ) لطمس الدين والهوية وهلعه من سورة (الزّلزّلة) فما هى خُطة الدولة لإكمال العام الدراسي السابق وبدء الجديد فى ظل الإستبطاء المُتعمد حتي يُحقق الجمهوريون مُبتغاهم الفاسد لتدمير عُقُول النشء بهالكهم محمود محمد طه (أثرٌ) تبرك حمدوك على سريرة فرحاً مسروراً فمن أوجد هذا الواقع؟ ضرب النسيج الإجتماعي حتي داخل الأسرة الواحدة فما عاد الإبن (الثائر) يحترم أباهُ (الكوز) ناهيك عن بذاءات الشوارع التي يُمارسُها بعض الشباب ضد الشيوخ وكبار السن ! فمن أوجد هذا الواقع ؟ الإستهزاء بالمكون العسكري والأمني فهل كان أحدُ يتجرأ أن تحدثه نفسه بالإقتراب من (اللافته) الحمراء منطقة عسكرية (ممنوع الإقتراب والتصوير) ناهيك عن التبطح وإحتساء الشاي مع خواجات السفارات الاجنبية بالخرطوم والتبول على جدران القيادة العامة فمن أوجد هذا الواقع؟ هل من مُتحدث عن الزراعة والعروة الصيفية ، هل من مُطمئن عن إنفلات الأسعار الصاروخى الذي يعيشه الناس . فهذه عزيزي القارئ وغيرها هى أعراض الحُمي السياسية التى تؤدي الى المُظاهرات والمليونيات ويجب معالجتها بدلاً من حالة الهلع و مُتلازمة (كيزان فوبيا) و(الحقوا الجماعة مرقو) وحالة اللاّ إتزان التي تُسيطر علي حكومة (قحت) ونشطاء اليومية بالدولار و بعض أصحاب الأقلام (العسل) . الدلائل تُشير عزيزي القارئ الي أن الناس سيخرجهم والجوع والغلاء والمرض والطبيعى أن (الكيزان) هُم بعضاً من هؤلاء الناس والمعرُوف أن حزب المؤتمر الوطنى المحلول أمر منسوبيه بعدم الخُروج إلا عبر قنواته الرسمية و الطبيعي أن الجُوع كافر وأن هذه القنوات مغلقة بأمر الحكومة و سيخرجون كمواطنين وبذكاء نآي (غندور) بحزبه عن المسؤليه السياسية وأربك المشهد و من الطبيعى أن يوم العُطلة من حق الموظف أن ينوم فى (نص) الشارع ويتمشي كما يشاء طالما أنه فى إجازة ! ومن المسلّم به أنه ليس بعد الكُفر ذنب و من المؤكد أن الناسُ قد كفروا بالحكومة ومن كفر فلن يسمع للواعظين .
قبل ما أنسي : ـــ
يُقال أن لوري كان عائداً بأهل قرية من السُوق الاسبوعي و قد تعرض لحادث قُبيل الوصُول بقليل وفى حالة الذعر والهلع ركض (البلولة) مُهرولاً حاملا حذائه ليُخطر أهل القرية بالحادثة فقال لهم لاهثاً مُتهدج الصوت ترتجف رجلاهُ أن لوري حاج عُثمان (إنقلب) جنب التُرعة لكن الناس كُويسين والله كُويسين كُلهم كويسين إلاّ حاج التوم كُراعُو الورّانيه إنكسرت ! فحال البلولة كحال (قحت) تحاول أن تُحدث الجيش بخبر الثلاثين من يونيو و (قلبة) لورى حاج (حمدوك) .
The post كُراع حاج التوم الورّانية.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.