السودان اليوم:
تقول بعض التقارير الرسمية ان حكومة الاسلاميين في السودان حققت اكتفاءا ذاتيا في التسليح في جميع انواع الاسلحة. والسودان هو البلد العربي (الوحيد) المصنع للطائرات بمواد محلية بحتة. ومن وحهة نظر محايدة فان الصهاينة الذين يديرون ما يسمي بالمجتمع كانوا قد حاولوا يدخلوا البشير في مجتمعهم الدولي واستعملوا معه سياسة العصا والجزرة واستنزفوا مواد حكومة البشير بحروب في الولايات الطرفية (كما ذكر ذلك عبد الواحد نور زعيم حركة متمردة تأويها اسرائيل وفرنسا المهتمة بفرض سيطرتها علي مناطق الصحر اءالافريقية من دارفور الي شاد والنيجر ومالي) …الخ
ولذلك فان الصهيونية وجدت فرصتها فجمعت قوي المعارضة السودانية تحت اسم قحت وتجمع المهنيين. ونفذوا احتجاجات ديسمبر واتهموا حكومة البشير بالفساد المالي وغضوا الطرف عن انواع الفساد الاخري التي كانت ترتكبها المعارضة في الداخل والخارج.
هذا هو السبب الاستراتيجي الذي ادي الي حصار السودان بتحريك العلمانيين والمعارضة لتشويه صورة الاسلاميين لان خطة الاسلاميين كانت اعداد القوة اولا ثم تصنيع وزراعة الكماليات في ظل دولة قوية تحمي مكتسباتها بقوة شبابها والاعتماد اولا علي الذات.
وبالمقارنة الان فان حكومات الدول العربية الغنية و الكبيرة لا يمكنها صناعة سلاح ولا طائرات مع ان شعوبها تتوق لذلك ولكن اعتقاد حكامهم في ضرورة طاعة امريكا لا يجعلهم قادرين علي تحقيق تلك الرغبة لاسباب يقدرونها هم.
لم تكن حكومة الاسلاميين فاسدة وفقا لمقاييس الفساد في دول العالم، وواضح ان الحصار الامريكي اضطرهم الي اللجوء لنظام تجاري وتحويل عملات بطرق خفية قد يكون فتح ثغرات تم من خلالها ممارسة بعض الافراد للفساد، وبنسب لا تذكر ولكن اعداؤهم من العلمانيين الذين يحلمون بالحكم بدعم صهيوني بدون فهم ولا تدقيق اخذوا يرددن شائعات المخابرات الصهيونية وقنواتها الفضائية فقاموا بمحاكمة الاسلاميين محاكمات اعلامية اتضح للشعب انها ظنية وغير دقيقة ومتعجلة ادت الى تعطيل الانتاج وتنفير المستثمرين وهروبهم من السودان.
والان فان الصهاينة يعملون علي تقسيم السودان الي دويلات او علي الاقل تعيين حكومة ضعيفة لاتركز علي تصنيع السلاح والطائرات وغيرها من الصناعات الاستراتجية واعداد القوة. كما ان نجاح الاسلاميين في تطوير زراعة القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه هو عمل استراتيجي يتعارض مع خطط الصهاينة التي تريد ان تحتفظ بالدول العربية كدول لا يمكنها الاستغناء عن قمح امريكا ولقد قامت امريكا عمدا من قبل بايقاف مشاريع انتاج القمح في دول عربية كمصر والعراق والسعودية .ان الفساد الذي يتم تضخيمه في السودان يوجد فساد اكثر منه بكثير في الدول المجاورة ولكن وسائل الاعلام والمخابرات الصهيونية تتغاضي عنه في الدول المجاورة لانه يصب في مصلحة امريكا ومن المعلوم ان افساد شعوب العالم وبالذات الشعوب العربية والمسلمة بالمال والجنس والمخدرات والخمر واللهو وغيره هي من الوسائل التي تعلنها وتمارسها الصهيونية العالمية للسيطرة علي شعوب العالم بغمسهم في الشهوات وتحويلهم الي شعوب مستهلكة تبيع اخلاقها ودينها ونظامها الاسري والاجتماعي من اجل الحصول علي عملة الصهاينة ( الدولار) الذي تتحكم عن طريقة الصهيونية في تجارة واقتصاديات العالم.
ان القاعدة الاقتصادية تنص علي انه اذا كان هناك فسادا عاما في دولة ما فانه لا يمكن ان تحدث في تلك الدولة اي تنمية ولكن الشعب السوداني بعد ان لمس بعض التنمية التي حدثت في السوان في العقود السابقة علي الرغم من الحصار فالشعب السوداني الان بعد ان رأي وفهم ما مورس عليه من خداع في السنوات الماضية سيكون اقدر علي انتخاب حكومة وطنية سودانية من كفاءات مسلمة شابة وخبيرة تفهم الواقع العالمي وتقوم بتحقيق مصالح شعب السودان والحفاظ علي ثرواته وهي مهمة صعبة في ظل النظام العالمي الجديد ولكنها ممكنة.
The post شكل الحكومة السودانية القادمة.. بقلم نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.