الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بروفيسور عارف الركابي
مع التأكيد على حقوق الإخوة والأخوات الصيادلة وأصحاب الصيدليات في مطالباتهم الجهات المختصة بالطرق المشروعة المعروفة بتوفير الأدوية خاصة وقد انعدم الكثير من الأدوية الضرورية في الصيدليات وباتت أرففها خاوية على عروشها.
إلا أنه ينبغي عليهم أن ينتبهوا ويعلموا بأن الاتجاه لتحقيق مطالبهم بالإضراب عن عملهم هو (مخالفة شرعية) .. و(عدم وفاء بواجباته) . . وفيه (ضرر واضح معلوم) ..وقد يخل به العقد.. وفيه (السعي لتحقيق غاية بوسيلة غير شرعية) .. فالغاية لا تبرر الوسيلة. . ولا يصلح أن يكون ترك العمل مطية لتحقيق المطالب .. خاصة والعمل هنا هو تأمين الدواء للمريض المحتاج إليه.. والذي قد يتضرر من إضراب الصيدلي وإغلاق الصيدلية ويكون هو ضحية لهذه المطالبة التي يمكن تتم بطريق غير إغلاق الصيدلية في وجه المريض المحتاج للدواء.
وإن الاعتصام والإضراب عن العمل للصيدلي أو العامل أو المهندس أو الموظف أو الطبيب أو لغيرهم وسيلة لم يعرفها المسلمون في تأريخهم وإنما هو وسيلة دخلت عليهم من غير المسلمين فقلدهم فيها بجهل بعضهم !! فكيف وهي تتضمن مفاسد وأضرار لا تخفى..
فاتق الله أيها الصيدلي يا من رأيت أن تضرب عن العمل كوسيلة ضغط على وزارة الصحة أو غيرها من الجهات الحكومية .. ولا تقدم على اعتزال عملك الشريف في تلبية طلب المريض بتسليمه الدواء المتوفر لديك وتترك أمانتك لتحقيق مطالبك. . فإن في الأساليب المشروعة وهي كثيرة ما يتحقق لكم به مطالبكم بإذن الله تعالى ..
فلا يوقعنكم ما ترون أنفسكم فيه من حال في الإضرار بإنفسكم أو بغيركم .. والداء لا يعالج بالداء ..
فلا يحمل بعضكم التقليد لبعض للإقدام على عمل فيه من الضرر ما هو معلوم .. ولا يجوز أن يضغط بعضكم على بعض لموافقتهم على الإضراب.
ولا أعلم عالما معتبرا يجيز هذا العمل .. بل هو حرام شرعا ..
فاتقوا الله في أنفسكم وفي أعمالكم وإني أخشى عليكم من فقدان بركة علم أو عمل بالإمساك عن عملك وأنت تستطيع أداءه .. عافاك الله وحفظك ورعاك..
كسرة :
في عهد الحكومة السابقة (الإنقاذ) كنت أبين حكم الإضراب عن العمل والبعض يعجبه كلامي والبعض لا يعجبه.
تغيرت الحكومة وجاء (القحاطة) بدلاً عن الإنقاذيين وشركائهم..
فتغيرت مواقف بعض الناس فبات كلامي في مثل هذا الموضوع لا يعجب بعض من كان يعجبهم بالأمس.. وبات يعجب بعض من كان لا يعجبهم بالأمس..
وهكذا سياسة مصالح الحزب والمصالح الشخصية تلعب بأهلها يميناً ويساراً ويدخلون أنفسهم في تناقضات مخجلة..في أزمان قريبة..
وهذا واحد من الفروق بين من يتاجر بالمواقف لمصالح دنيوية آنية أو حزبية أو سياسية.. وبين من يبين حكم الله تعالى ولو كان على نفسه ومما يخالف هواه..
وفي المحكات يتبين الصادق من الكاذب..
و التناقض المخجل لو لم يكن فيه مخالفة شرعية فإن صاحب المروءة المتصالح مع نفسه يأباه..
كتبه : أ. د. عارف بن عوض الركابي..
The post السودان: بروفيسور عارف الركابي يكتب: إلى الصيادلة الراغبين في الدخول في إضراب عن العمل appeared first on الانتباهة أون لاين.