
في تطور مفاجئ للأزمة السودانية، أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن العاصمة المصرية القاهرة ستحتضن لقاءً مرتقبًا خلال أيام، يجمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الذي يتزعم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”. اللقاء، الذي وصف بأنه “حاسِم”، قد يمهد لانفراجة سياسية بعد أشهر من الجمود والعنف.
ووفق معلومات حصلت عليها Africa Intelligence، فإن هذه المبادرة تجري بالتوازي مع مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، برعاية الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات)، بهدف التوصل إلى بيان مبادئ يُفضي إلى وقف إطلاق نار شامل.
مصادر مطلعة على سير المحادثات أكدت لـ “أفريكا إنتليجنس” أن واشنطن كثّفت ضغوطها على البرهان لتقديم تنازلات، في ظل محاولات الجيش السوداني نفي أي صلة له بإيران أو حماس، وهي رواية يُعتقد أن الإمارات لعبت دورًا في ترويجها، في إطار تنافسها الإقليمي.
وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة عن تحرك غير معلن من فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لتنظيم محادثات بين الفصائل السودانية المتحاربة بالقاهرة، وسط أنباء عن رغبة أمريكية في تأمين امتيازات ضخمة في قطاع التعدين السوداني، مشابهة لاتفاق المعادن النادرة مع أوكرانيا.
كما أظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون على منصات التواصل قرب ميناء بورتسودان، استعدادات أمنية لاستقبال وفد من شركات تعدين أمريكية، يُرتقب وصوله خلال أيام لتقييم فرص الاستثمار في قطاع الذهب، ضمن صفقة اقتصادية قد تمنح القطاع الخاص الأمريكي حصة معتبرة فور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
تأتي هذه التحركات وسط حالة ترقب دولي لمسار الصراع في السودان، حيث ترى عدة عواصم أن استقرار البلاد قد يشكل فرصة استراتيجية في سوق الطاقة والمعادن الحيوية، خصوصًا في ظل اشتداد التنافس العالمي على الموارد النادرة.







