السودان اليوم:
ظل يطل على السودانيين بوجهه البشوش و طلاوة حديثه بلهجته العامية البسيطة التي لم يغيرها يوماً، فدخل القلوب وجذب الأسماع.
تسعد عند الاستماع إليه، تحبه اذا رأيته وتشتاق وتأنس به اذا جالسته وتستفيد من علمه وادبه وخلقه.
تلقى علومه في السودان، ثم هاجر إلى مصر في مطلع الستينيات، ودرس في المعاهد الدينية المصرية بالإسكندرية، ثم عاد إلى بلاده في العام 1966م.
تنقل في العمل بالدواوين الحكومية عمل موظفا في ادارة الموظفين العموميين، وتنقل بين وزارة الدفاع للقيادة الشرقية القضارف، ثم حامية كسلا وشرق الاستوائية توريت كمتعاون فني مع اركان حرب الضابط الاداري، ثم عاد إلى القيادة العامة الخرطوم، اختار بعدها المعاش بعد ثماني سنوات خدمة.
كما اشتغل في وزارة الري في المناقل 24 القرشي لمدة ثلاث سنوات بعدها اشتغل باشكاتب في مكتب وزير الصناعة لسبع سنوات، نقل منتدبا في المجلس القومي للبحوث، قضى فيه سبع سنوات واختار المعاش في العام 1992م، عقب ربع قرن قضاها في الخدمة.
كرس الشيخ عمره لخدمة الدعوة، وظل متنقلاُ بين قرى ومدن السودان، عاملاً في حقل الدعوة، كما ألفه السودانيين باطلالته الوضيئة عبر شاشات فضائياتهم وهو يفتي الناس فيما اشتكلت عليهم من أمور دينهم بلغة بسيطة هادئة وأسلوب شيق جذاب.
يذكر له السودانيين الكثير من المواقف والطرائف في فتاويه التي يلقيها بلا تكلف أو تقعر، فتطيب بها النفوس وتسعد بها القلوب.
سئل مرة عن اعجابه باغنية سمسم القضارف، أجاب وقد بدات عليه مسحة حزن من فرط بره بأمه: ( الكلام دا بدري لما كنت شغال في القضارف كانت امي الله يرحمها، لما تسمع عشة الفلاتية تغنيها تقول للجمبها اسكتو دي البلد الفيها محمد ولدي).
لاحقته شائعات وفاته وتكررت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة مرات، فخرج يقول للناس بلهجته التي اعتادوها (الناس ديل ليه مستعجلين يقتلوني قبل يومي، ما يخلوني شِوِييِّ)، ويعقبها بتسامحٍ وابتسامة.
رحل الشيخ “محمد احمد حسن” اليوم، عن عمر ناهز ال 90 عاماُ، بعد أن ترك وراءه سيرة طيبة وذكرى خالدة، وأرشيف ضخم من الخطب والمواعظ والفتاوى تحفظها له مكتبات الإذاعات والفضائيات والشبكة والعنكبوتية، ستظل صدقة جارية وعلم ينتفع به الناس.
The post الشيخ محمد أحمد حسن .. الداعية الذي جذب الأسماع وكسب قلوب الناس appeared first on السودان اليوم.