الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
د.عادل عبد العزيز الفكي
مضى على انتصار الثورة الشبابية أكثر من عام، لكن الأحوال الأمنية لم تستقر،
صراعات قبلية في كادوقلي وكسلا وبورتسودان والجنينة وغيرها، احتكاكات بين مكونات المجتمع المدني بالخرطوم وسنار ومدني وكثير من المدن، اعتداءات على موظفي الخدمة الحكومية من أطباء ووكلاء نيابة ومهندسي كهرباء وغيرهم من
العاملين في خدمة الدولة.
يعتبر الاستقرار الأمني أهم عناصر الاستقرار الاقتصادي، فبدونه تتوقف التجارة وانتقال السلع من المنتجين للمستهلكين، وتتعطل المصانع، ويستولي المجرمون على قضبان السكك الحديدية فتتوقف حركة القطارات، وتحرق المحاصيل في الحقول بسبب عمليات الثأر الأسري.
المؤسف أن جزءاً مؤثراً من المثقفين والإعلاميين وكتّاب الرأي لا يعمل من أجل تهدئة الخواطر، ولكنهم يزيدون النار اشتعالاً. ويتبعهم في ذلك جمهرة من الشباب واليافعين قليلي التجربة والخبرة.
القوات الأمنية بمختلف مكوناتها: جيش، دعم سريع، شرطة ، أمن، هي قوات هذا الشعب. مكوناتها بالآلاف من الضباط والرتب الأخرى هم أبناء هذا الشعب. في كل أسرة من هذا السودان الفسيح تجد فردا أو أكثر منتمياً لهذه القوات، فهي من الشعب وإليه، ولا معنى إطلاقاً لشيطنتها أو وصفها بعبارات لا تليق. صحيح كانت هناك
أخطاء وجرائم من بعض المنتسبين لهذه القوات حوكموا، أو في طور المحاكمة من أجلها، ولكن كم نسبة هؤلاء من الآلاف المنتمين لهذه القوات، وهم مفعمون بحب هذا الشعب.
مؤخراً ثار الجدل حول سلطات جهاز المخابرات العامة، وهيئة العمليات بالجهاز التي تم حلها في وقت سابق، واستغربت أن البعض يربط بين سلطات الجهاز في القبض والتحري، وهيئة العمليات المحلولة. حيث قال هذا البعض إن جهاز المخابرات لا يمكنه أن يقوم بالعمل إلا بوجود هيئة العمليات، لأنها هي التي تقوم بالقبض. وإن الجهاز يفترض أن تكون مهمته فقط جمع المعلومات، أما القبض فيتم بواسطة الشرطة، وفي هذا بالطبع خطل كبير.
في مختلف التجارب حول العالم توفر القوانين للأجهزة الاستخبارية سلطة القبض.
لأن هذا ضروري جداً لممارستها لأعمالها. وأضرب هنا مثلين من الواقع: الاول:
توفرت للأمن الاقتصادي معلومات حول عصابة متخصصة في تزوير العملة، وبعد المراقبة توصلوا للشقة التي تمارس فيها العصابة عمليات التزوير، هنا واجب الوحدة القائمة بالمراقبة مداهمة الشقة، وضبط العصابة بمعدات التزوير والأوراق النقدية المزورة، ولا يوجد منطق لأن نطلب من هذه الوحدة الذهاب للشرطة، والطلب منها القبض على العصابة.
المثال الثاني: وحدة من الجهاز مكلفة بمكافحة التجسس، تتوصل إلى أن شخصا عميلا تمكن من الحصول على معلومات حساسة مهمة جداً ووضعها في (فلاش)، واتفق مع أجنبي على تسليمه المعلومات في مكان معين، واستمرت المتابعة لحين اللقاء بين العميل والأجنبي، وشروع العميل في تسليم (الفلاش). هل نقول للوحدة
انتظروا الشرطة ولا تنفذوا القبض على العميل والأجنبي؟
واجبنا أن نحيي ونحترم ونحمي كل العاملين في الدولة، وعلى رأسهم ضباط وأفراد القوات النظامية. وأن نحترم التخصصات والتضحيات لهذه القوات. والله الموفق.
The post إعادة الاعتبار للأجهزة الأمنية مهم للاستقرار appeared first on الانتباهة أون لاين.