تبقى الصورة الذهنية الرتيبة في عقلية المواطن عن عمل المحليات انها ماهي الا مؤسسات شيدت مبانيها لتكون مطرحاً ومخبأ لعدد من الموظفين هوايتهم الأساسية جمع الجبايات والضرائب من المواطنين دون تقديم خدمة ملموسة للمواطن الأمر الذي جعل ( بتاع المحلية ) يشكل هاجسا ويمنح شعوراً غير مريح لأصحاب المحال التجارية التي لاتنظر لموظف المحلية كرجل دوله يقوم بمهمته الوطنية التي وإن وظفت فيها مبالغ الجبايات والعوائد والرسوم التجارية توظيفاً صحيحاً لأسهمت إسهاماً كبيراً في حلحلة كثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن واولها نظافة المدن والتخلص من النفايات وما تحتاجه الطرق من صيانة وتأهيل إستعداداً لفصل الخريف.
وفي عهد المخلوع عرف البعض من موظفي المحليات بانهم شخصيات انتهازية مرتشية ، لا دور لها تعمل لخدمة نفسها ولمصلحة المعتمدين والولاة الذين شيدوا إمبراطوريات ضخمة من الفساد الإستثماري الذي كان يقوم على تحويل المصالح العامة الى مصالح ومنافع شخصية جعلت اسماء الولاة أكثر بريقا وشهرة من مدنهم وولاياتهم وكأنهم نجوم سينما في عز مجدهم ولمعانهم وكان المشاهد شاهدا على كل التمدد الأفقي والرأسي وظل طوال هذه السنين كشاهد ( ماشافش حاجه ) .
وبعد حكومة الثورة استمر الحال كما في عهد الفريق ركن احمد عبدون الذي لم تشهد الولاية في عهده اي تغيير يذكر الا في ( اسم الوالي ) وانتهج ذات النهج القديم في ادارة دفة الولاية وسياسة النظام البائد وكان قرار إعفائه من منصبه هو واحد من اهم القرارات التي اصدرها رئيس مجلس الوزراء .
وفي نهاية ابريل المنصرم أصدر والي الخرطوم المكلف ووزير الحكم الإتحادي يوسف الضي قرارا بتعيين 7 مدراء تنفيذيين على محليات ولاية الخرطوم اليوم الاثنين .
وإستبق قرار تعيين المدراء التنفيذيين قرار إعفاء المدراء التنفيذيين السابقين بالمحليات السبع لولاية الخرطوم ولكي لايمر بنا العمر انتظاراً لتفعيل دور المحليات وتصبح الخرطوم ( حقل تجارب ) لتبادل المقاعد بالمحليات دون ان يشعر المواطن بالتغيير ولو في ابسط اشكاله فالعاصمة تئن بالنفايات التي ربما تشكل كارثة بيئية وصحية في اول تعانق لمياه الأمطار مع تراب شوارع الخرطوم لخريف توقعت له الأرصاد انه سيكون مبكرا وبالرغم من ان قرار تعيين المدراء التنفيذيين جاء بطريقة عاجله وغير مدروسه وان بعض المدراء تم اختيارهم اختياراً خاطئاً فمنهم من بقايا النظام المخلوع ينتمي الى حزبه ويحتفظ له بالولاء والطاعة ومنهم من تم تعيينه عبر المحسوبية وعلاقة بعضهم ببعض القيادات في قوى الحرية والتغيير ومنهم من شارك في اختيار اسمائهم أشخاص خارج دولاب الولاية ومكاتبها ولايمكن ان يتحكم ( مقاول ) في قرارات الوالي المكلف ليملي عليه بعض الاسماء من المدراء فقط لعلاقة الأخوة التي تربطه بقيادي بارز وليست هذه هي المقاييس والمقومات التي ننشدها في التغيير فلايمكن ان تكون نافذة الوساطة والمحسوبية مازالت مفتوحة بعد إغلاق باب المخلوع ونظامه الذي إقتلعته ثورة كانت وما زالت تنادي بسياسة العدالة والإنصاف والكفاءة في التعيين والشفافية فيجب وبهذه الروح ان تناهض الثورة كل شيء يتعارض مع مبادئها او يحاول ان يهزم شعاراتها وتدينه وتعمل على تصحيحه قبل ان يتبناه الذين يُسخرِون انفسهم ويجندونها لهزيمة الحكومة ويبحثون جاهدين لمثل هذه الاخطاء والتي لا يتعاملون معها كما هي بل يدخلونها مصانعهم السيئة ويعيدون أنتاجها ويضيفون لها توابل الكذب والإشاعة لتخرج بطريقة سيئة غير قابله لتعاطيها او التعامل معها .
طيف أخير:
خليك بالبيت
صحيفة الجريدة