السودان اليوم:
هل نقبل بصفقة القرن التى تسلم القدس للعدو الصهيونى؟ هل نقبل بمواقف بعض العرب الذين لايريدون التفاعل مع القدس ومظلوميتها ؟ هل نسكت عن هجوم البعض على قرار مؤسس الجمهورية الاسلامية السيد الامام الخمينى باعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس ؟ هل نسكت عن تهجمهم على إيران ومرشد الثورة الاسلامية باعتبار ان قضية فلسطين شأن عربى ولاعلاقة لايران به كما يقول بعض العرب ؟
الاجابات عن كل هذه الاسئلة واضحة لا لبس فيها ، لكن دعونا نتوقف معا فى هذه المساحة مع فلسفة يوم القدس العالمى لعل بعض الغافلين من بنى العرب ينتبهون من هذه الغفلة المميتة التى يعيشونها .
القدس وإن كانت مدينة فلسطينية فهى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ، وهى ليست قضية العرب مع انها احدى عواصم العرب ، ويمكننا القول بل هذه هى الحقيقة الواضحة التى لايستطيع احد ان ينكرها ان القدس مدينة المسلمين والمسيحيين عربا وغير عرب ، بل هى مدينة كل الاحرار ورافضى الظلم ودعاة الحرية والسلام ، وباعلان الامام الخمينى ليوم خاص بها وتظاهر الاحرار فى كل العالم نصرة لها وابقاء لقضيتها حاضرة فى اذهانهم كل عام انما يؤكد السيد الامام الخمينى على حقيقة ناصعة وهى ان القدس هى الراية التى يتوحد تحتها المسلمون ، وانهم سوف يهزمون عدوهم عبر هذه الوحدة ويحققون امل المستضعفين فى الأرض بهزيمة الطغيان والاستكبار متمثلا فى الاحتلال الصهيونى الغاصب ومن خلفه داعميه المجرمين من الساسة الأمريكان والاوروبيين والخانعين العرب من حكامنا وبعض مثقفينا الذين يسيرون فى ركب ترامب ونتنياهو .
سوف يشعر الاحرار بطعم الانتصار الكبير على هؤلاء الطغاة المستبدين ، ولن يتحقق هذا بغير وحدة المستضعفين التى وضع الامام الخمينى رضوان الله عليه اسسها باعلانه يوم القدس ودعوته للمحافظة عليه .
الفلسطينيون مدعوون اليوم اكثر من اى وقت مضى الى التوحد خلف حركات المقاومة وقد إتضح لكل مؤمل منهم فى نجاح مسار التفاوض مع العدو الصهيونى واعتماد الحل السياسى المزعوم ، إتضح لهم انه تعويل على سراب وإن ترامب والساسة الصهاينة وبعض حكامنا السائرين على خطى ترامب لن يتوقفوا عن مشروعهم الرامى الى تسليم القدس الى اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية ، وان اى نهج خلاف نهج المقاومة والجهاد واسترداد الأرض السليبة عنوة هو نهج خاسر ومسار لن يعود على الامة الا بالخيبة والضياع.
فى يوم القدس العالمى نحيي شهداء انتفاضة القدس وبالذات من الشباب الفلسيطنيين الذين قدموا ارواحهم فداء لمقدساتهم، وحتما ستنتصر هذه الدماء الزكية ويتم تحرير القدس وكل الأراضى المحتلة ويحتفل احرار العالم بزوال اسرائيل من الوجود وهذا امر حتمى الحدوث ، انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
The post يوم القدس امل المستضعفين في الانتصار.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.