قناة العربية : الدعم السريع..من تجارة الماشية والذهب إلى الصراع الدامي
عبر السنوات الماضية، تقلبت أحوال قوات الدعم السريع، التي نشأت بداية كميليشيات اشتركت في الصراع بدارفور، خلال العقد الأول من الألفية.
وانتهت بها الحال في قلب صراع دامي مع الجيش السوداني، تفجر منذ منتصف أبريل، لاسيما في العاصمة الخرطوم، وبلغ أفظع صوره في إقليم دارفور، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على نائب قائدها، عبد الرحيم دقلو.
وفيما يلي بعض الحقائق عن تلك المجموعة العسكرية:
يترأس قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي.
فيما قدر محللون قبل بدء الحرب عدد عناصرها بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد، وفق ما نقلت رويترز
أما بدايتها فكانت السريع من رحم ميليشيا الجنجويد العربية، التي قاتلت في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في إخماد التمرد.
وقد شرد هذا الصراع حينها ما يربو على مليوني شخص وأدى لمقتل 300 ألف في الفترة بين عامي 2003 و2008.
بينما اتهم مدعو المحكمة الجنائية مسؤولين حكوميين وقادة في الجنجويد بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في دارفور.
لكن مع مرور الوقت نمت تلك القوات واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.
بالتوازي مع ذلك، توسعت المصالح التجارية لحميدتي، حيث استحوذت عائلته على أنشطة كبيرة في مجالات تعدين الذهب وتربية الماشية والبنية التحتية.
وفي 2017، أقر السودان قانوناً يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمنية مستقلة.
أما في أبريل 2019، فشاركت قوات الدعم السريع في الإطاحة بالبشير.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقا مع القوات المسلحة، وقلّد منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش.
ثم شاركت لاحقا في فرض الإجراءات الاستثنائية التي فرضها الجيش في أكتوبر 2021 ، الذي عطل العملية الانتقالية نحو إجراء انتخابات.
ليعرب حميدتي بعدها عن أسفه لما وصفه بالانقلاب الذي حدث يومها.
وفي مارس الماضي 2023، طالب البرهان والقوى المؤيدة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي، ما أثار التوتر بشأن الخطة الانتقالية.
ومن ثم أشعل فتيل اشتباكات عنيفة في الخرطوم تفجرت منتصف أبريل .
ومنذ اندلاع الحرب، يتهم بعض السكان وجماعات حقوق الإنسان الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب هجمات ذات دوافع عرقية في دارفور.
كما اتهمت تلك القوات بنشر العنف الجنسي والقيام بعمليات نهب جماعية في الخرطوم
إلا أنها نفت مرارا تلك الاتهامات، مؤكدة أنها لم تتورط بأعمال العنف في دارفور. كذلك اعتبرت أن خصومها يروجون لاتهامات بالاغتصاب.
انسخ والصق هذا الرابط إلى موقع الووردبريس الخاص بك لتضمينه
انسخ والصق هذا الكود إلى موقعك لتضمينه